الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كجمهور سعودي، شاهد أحداث كأس العالم في روسيا، والمنتخبات التي وصلت للمربع الذهبي بأجيال كروية صغيرة العمر نسبياً، باستثناء منتخب كرواتيا، قد يتراءى للبعض أخطاء لاعبينا التكنيكية (المهارات الأساسية) وعدم وجود هوية تكتيكية (خطة لعب) واضحة، بجانب ضعف اللياقة. وهذة جميعها مؤشرات تفيد بأن زمن لاعبي (الحواري) قد ولى وأن كرة القدم الحديثة ليست مجرد هواية! بل قطاع اقتصادي عالي (الربحية) عندما تتكامل فيه جهود المنشأت الرياضية والتعليمية لصناعة منتجات كروية قادرة على حصد الانجازات والأموال.
فالمنتخب البلجيكي، على سبيل المثال، بدولة تعدادها يقارب (11 مليون نسمة) يعج بنجوم كثر صنعت في بلجيكا قبل أن تهزج لها هتافات المشجعين الانجليز (المتعصبة). السر وراء هذا الجيل (المهاري) الذي يجيد اللعب الجماعي يكمن خلف (رؤية) شخص يدعى مايكل سابلون، كان يشغر منصب المدير الفني في الاتحاد الكروي البلجيكي عام2001. هذا الرجل هو السبب خلف إنشاء المناجم الكروية (التي صنعت) وسوف تصنع في بلجيكا.
بعد الاجتماع مع (30 مدرب) يتبعون للاتحاد البلجيكي لتحديد (هوية) كروية، رأى سابلون، بعد المناقشات، أن خطة لعب (4-3-3) هي الأفضل (تكتيكياً) لنجاحها مع أندية كبيرة كبرشلونه واياكس والمنتخب الفرنسي والهولندي في ذلك الوقت. لذلك كانت البداية هي توحيد خطة اللعب المناسبة لتحديد مناهج تطوير الجانب التكنيكي (المهاري) في جميع مراحل النشئ خصوصاً في المواجهات (1 ضد 1)، و (1ضد 2) مع الحفاظ على اللعب الجماعي.
من هنا انطلقت التجربة، و تم تعاون الاتحاد من خلال سابلون مع جامعة لوفاين البلجيكية لتصوير (1500) فيديو لمراقبة الأسباب التي قد تتسبب في عدم تطور النشئ ومسار الخطة المرسومة، كانت النتائج ملهمة حيث أثبتت الدراسات التحليلية التي قام بها البروفيسور ويرنير هيلسن -الذي كان لاعب سابق وحائز على بعض رخص التدريب- أن التركيز في المباريات كان على الفوز وليس على تطوير المواهب. كما أثبتت أن المباريات الصغرى (2 ضد 2)، و (5 ضد 5)، و (8 ضد 8) هي أفضل الأساليب لتطوير (المهارات) و(التجاوز) والمناولات القطرية (البينية) التي كانت أساس للعب بخطة (4-3-3) المختارة.
ولتطوير الجوانب المهارية، وإعطائها الأولوية، تم اختيار (8 مدارس تعليمية) تقع بمواقع ممتازة لتحويل المواهب المكتشفة لمواصلة تعليمهم وتم إحداث نظام لتطوير مهاراتهم الكروية من خلال حصص تدريبية مسائية (4 مرات) بالأسبوع تمتد لساعتين. كان السبب وراء هذا النظام هو تلقين اللاعبين من أعمار (14-18سنة) أكبر قدر ممكن من التعليم الكروي على يد مدربين مختارين بعناية من قبل الاتحاد البلجيكي. والنتيجة أن أكثر من (7 لاعبين) يمثلون المنتخب البلجيكي في كأس العالم في روسيا كانو خريجي هذه المدارس.
وبسبب هذه النتائج المبهرة التي (وظفت) البحث العلمي والتحليليي مع التجارب الكروية وصقلها في المدارس التعليمية، تبنت النوادي البلجيكية نفس المنهجية مع الأجيال العمرية بالنوادي ابتداءً من أقل من (سن 8 إلى أقل من سن 21)، بمعدل (3 حصص) تدريبية أسبوعياً ، ومدة ساعة لكل حصة تدريبية، و النتيجة كانت اكتشاف لاعبين آخرين مثل المهاجم لوكاكو، و أدين هازارد، والكثير من الذين سوف نراهم في المستقبل والتي (حالياً) تتنافس عليهم الأندية الانجليزية، وسوف يعودون بأرباح مجدية على أكاديمياتهم ونواديهم.
بلاشك، اتحادنا الرياضي السعودي، عاكف على تطوير خطط مستقبلية ترتقي برياضتنا وتتكامل مع رؤية 2030 التي تستهدف تطوير الكادر البشري الذي يعد (كنز) المستقبل، ومما لاشك فيه ان القيادة الرياضية واتحاد الكورة حريصين على تواجد منتخبنا السعودي في الصفوف الـ 30 المتقدمة في قائمة المنتخبات حسب تصنيف ال FIFA بحلول عام 2022 . اتحادنا الرياضي أمامه فرص (كبيرة) للاستفادة من مدارسنا التعليمية وجامعاتنا لانتاج أجيال كروية تتسابق عليها الأندية الكروية خارج (حدود) الوطن ليس فقط (داخله)، كيف لا ونحن نمتلك تعداد سكاني ضعف التعداد السكاني لبلجيكا، ولكن نحتاج لخطط مرسومة (بعناية) تتكامل فيها جميع مجهودات المنشآت ذات العلاقة من تعليمية ورياضية لنقارع الأجيال البلجيكية في المستقبل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال