الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قد تكون الآن تيسلا من الشركات الأكثر إثارة للاهتمام في العالم بعد تصريح رئيسها إيلون ماسك، عن اتخاذ قرار بشأن سحب الشركة من البورصة وجعلها خاصة. وهو الآن يناقش فكرة الصفقة مع عدة مستثمرين حول العالم من أجل الحصول على التمويل اللازم، من أهم هؤلاء المستثمرين هو صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية “PIF”. لكن برأيي أن هذا النوع من الصفقات بحاجة إلى تفكير عميق، بحكم أنها صفقة عالية المخاطر وأيضاً مرتفعة القيمة، والتي من المرجح أن تصل قيمتها إلى 72 مليار دولار. في الحقيقة، المؤسس إيلون ماسك هو نجم في صناعة التكنولوجيا، وتعتبر سيارة تيسلا الكهربائية نقلة رائعة في قطاع النقل. ومع ذلك، لا تزال الشركة شركة ناشئة. ويتساءل الكثيرون لماذا الاستثمار في تيسلا ؟
من الواضح أن مستقبل سيارات تيسلا مثير للغاية ولكن يبقى من الصعب التنبؤ به. ونحن نعتقد أن هناك عدة محركات أساسية تعمل على تعزيز قوة الدفع في سوق السيارات الكهربائية. أهمها هو دخول شركات التكنولوجيا، التي لم يكن لها عادةً أي أثر يذكر في أسواق السيارات. وهذا يثير ديناميات تنافسية جديدة داخل القطاع ويسرع في عمليات البحث والتطوير. علاوة على ذلك، ترى شركات التكنولوجيا الكبرى فرصة لتطبيق قدراتها على البيانات والبرمجيات من أجل خلق تطورات سريعة ومواكبة للمستقبل.
ومن المحركات أيضاً؛ ما يخص التلوث البيئي، فقد ذكرت مجلة “ذا لانسيت” أنه في عام 2015م، كان هناك 6.4 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم مرتبطة بتلوث الهواء. مما جعل الحكومات في جميع أنحاء العالم على دراية تامة بمخاوف تلوث الهواء ووضع تشريعات محددة ورقابية على وسائل النقل، وفي كثير من الحالات تضع أهدافًا لخفض التلوث الحضري وربطها بفترات زمنية صارمة.
ومن ناحية أخرى، بسبب التطور السريع أصبحنا نرى تحولاً عميق في الأراء بين المستهلكين نحو السيارات الكهربائية. ويظهر الكثيرون الآن استعدادهم لشراء سيارات كهربائية بدلاً من السيارة التقليدية. في عام 2017م، بلغت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة في الصين ما يقرب من 800 ألف سيارة، بزيادة قدرها 53 في المائة عن عام 2016م. بالإضافة إلى ذلك، شركات تصنيع السيارات التقليدية أصبحت تركز على تطوير محركاتها وهي في حذر من فقدان حصة السوق على المدى المتوسط إلى المدى الطويل، مع الأخذ بالاعتبار أنها بدأت تطرح سيارات كهربائية كنماذج جديدة لمواكبة تغيرات السوق.
وبسبب ذلك تواجه شركة تيسلا “Tesla” الآن منافسة كبيرة من قبل بي ام دبليو، نيسان، فورد، كما أن لدى فولفو وفولكس واجن وبورش خطط مستقبلية لطرح السيارات الكهربائية. هناك أيضاً منافسة ستكون قوية من الشركات الصينية وغيرها من الشركات المصنعة في شرق آسيا التي من المرجح أن يكون لها ميزة كبيرة في تقليل التكلفة. مع الأخذ بالاعتبار أن شركة تيسلا تكمن قوتها في تطوير تكنولوجيا البطاريات ومنصات الشحن التي أرى أنها هي الدافع الأكبر لانتشار السيارات الكهربائية.
وبالطبع، إن الجمع بين التكنولوجيا سريعة التطور، والحماس الموجود في تقدم الاقتصادات النامية، ومخاوف الصحة العامة التي تضغط على الحكومات لتشديد أنظمة التلوث البيئي، والتغييرات في تفضيل المستهلك، يؤدي إلى نمو كبير في سوق السيارات الكهربائية. وأنني على ثقة من أن سوق السيارات الكهربائية بحاجة إلى قائد قوي في القطاع الخاص مثل شركة Tesla، التي ستكون قادرة على تحريك تقنية السيارة الكهربائية والأسواق العالمية إلى الأمام. مثل هذه القيادة سيكون لها أثار عميقة في تغيير سوق السيارات في العالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال