الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من المعلوم أن العمل والدراسة بالخارج يمكن أن تجعلك أكثر إبداعًا وريادة للأعمال، ومتفتح عقليًا. وبشكل أساسي، العمل في بلد وثقافة جديدة سيوفر لك مجموعة من الفوائد الذهنية، مثل المرونة وحل المشكلات والتفكير العميق وقدرة قوية على تمييز الروابط الأساسية الدقيقة. وكما قالت دراسة نشرت على الانترنت من مجلة Neuron، أن غالبية البشر قد يكونون متلهفين للبحث عن خبرات جديدة. وهناك العديد من الأسباب لهذا، لكن العامل الحاسم في ذلك هو التجديد ” Novelty” كميزة تطورية.
وتوجد ديناميكية مماثلة تعمل عندما تذهب للخارج، سواء للسفر أو الدراسة أو العمل. والعيش في منطقة غير مألوفة ذات ثقافة مختلفة، سيتعين على عقلك أن يتعامل مع طوفان من المحفزات المثيرة وغير المتوقعة، مما يجبره على تكوين روابط عصبية جديدة، وستتعزز قدراتك العقلية العامة. في نهاية المطاف، يتلخص الأمر في زيادة الخبرة التي تتمتع بها مع الثقافات المختلفة، كلما زادت سرعة توليد الأفكار الإبداعية وربط المفاهيم التي تبدو غير متصلة. ومن الواضح أن تجربة التنوع هي أفضل طريقة لتحفيز المواهب الكامنة في عقل الفرد.
وكمهندس أو باحث عن وظيفة، إذا قررت أو رغبت في العمل في الخارج، في أوروبا أو الولايات المتحدة كمثال؛ فيمكنك إما القيام بذلك لفترة قصيرة على شكل سنة أو سنتين، وبذلك قد تتمكن على وجه التحديد من المشاركة في مشاريع مهمة واستراتيجية، وهذا سيعزز سيرتك الذاتية ويتيح لك فرصة أكبر للتجارب من أجل تطوير مسارك المهني. ويوفر العمل في الخارج الفرصة لاكتساب خبرة في الثقافات وأساليب العمل الأخرى. إن اكتساب الخبرة في المشاريع الدولية في بداية مسيرتك المهنية قد يمنحك ميزة تنافسية عن غيرك، فضلاً عن كونك ستكون مستحقا لذلك. فأنت لن تستفيد فقط من المهارات اللغوية والخبرات التقنية الجديدة، ولكن يمكنك الاستفادة من التجربة لإثبات طموحك وقدرتك على التكيف مع ثقافة وبيئة عمل مختلفة، وسوف يدرك غالبية أصحاب العمل قيمة الخبرة الدولية التي تحملها.
وفي مجال الأعمال الدولية، إذا أرادت شركة ما الدخول إلى سوق جديد لبيع منتجاتها الجديدة، فمن الذي ستختاره لقيادة هذه المبادرة؟ شخص عاش في أماكن وثقافات مختلفة، ويفهم بيئة الأعمال؟ أو أي شخص ليس لديه علم على الإطلاق بالسوق المستهدفة؟ بالتأكيد الشخص الأول. فالعولمة والتجارة العالمية عمقت العلاقات بين الدول. في عام 2016م، استوردت الولايات المتحدة ما قيمته 2.3 تريليون دولار من البضائع وصدرت 2.7 تريليون دولار من المنتجات في الخارج، معظمها سلع رأسمالية مثل الطائرات والآلات الصناعية، إلى جانب الإمدادات الصناعية والسلع الاستهلاكية. لذلك الاقتصادات التي يعتمد بعضها على بعض إلى حد كبير، تحتاج إلى أفراد ماهرين ومتمرسين ثقافياً للتنقل في هذا النظام البيئي التجاري المعقد. أولئك الذين قاموا بأعمال تجارية في دول أجنبية لديهم الأسبقية على المنافسة من الذين لم يسبق لهم أن غامروا في العمل بالخارج.
لكن من خلال تجربتي الشخصية، العيش في الخارج في أرض جديدة سرعان ما علمني أهمية التحمل، وكذلك قيمة معرفة الغير وهي سمة حرجة عندما تحدث الاختلافات الثقافية داخل العمل. وتعلمت أن التواصل معقد بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بمناظير وعادات متعددة. أدركت أيضًا أن أفضل من يمارسون التواصل والتفاوض هم بالفعل قد مروا بمثل هذا التعقيد. وكانوا يأخذون هذه المتغيرات في الاعتبار دائمًا. مثل هؤلاء الناس هم أكثر نجاحاً. واليوم، لست متأكدًا من أنني على قدر تام من الإلمام في هذا الصدد، لكنني ما زلت أفضل بكثير مما كنت عليه قبل حوالي عقد من الزمن. كان العيش في الخارج أمراً مهماً من أجل التعلم وأكتساب المعرفة ومن ثم العمل وتطوير الشخصية والحياة المهنية. على أقل تقدير، وجدت أن كل تجربة هي شكل من أشكال الاستكشاف.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال