الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بدعوة كريمة من وريف الخيرية لحضور المؤتمر الصحفي لإطلاق صندوق الإنماء وريف الوقفي والذي يساهم في رفع المعاناة عن المرضى وعائلاتهم وتمويل الأبحاث والمشاركة في رفع مستوى الوعي في المجال الصحي وتنمية الأوقاف الطبية بالتعاون مع المؤسسات المحلية والعالمية الرائدة.
والحقيقة استوقفني ذلك كثيراً، فمن وجهة نظري أن الإسهامات الخيرية التي يقدمها الأفراد تكون في أغلبها بناء مساجد في داخل وخارج المملكة. ولا أحد ينكر الأجر الكبير من بناء المساجد وفضلها ولكن -ولله الحمد – المساجد في داخل المملكة متوفرة بل وتجد على الأغلب في الحي الواحد أكثر من مسجد. أما عن الخارج فلا نعلم عن مصداقية ذهاب هذه الأموال، هل تذهب لبناء مساجد وآبار حقيقية أم أنه يُكتفى بتغيير اسم اللوحة فقط وارسالها بإسم كل متبرع جديد.
أعتقد أن قلة المبالغ التي يتكلفها بناء مسجد في الهند أو بنغلاديش أو أحد الدول الأفريقية قد تكون الدافع الأهم لإختيار هذه الدول لهذا الإسهام الخيري ولكن كلنا يعرف أن الأقربين أولى بالمعروف وخيركم خيركم لأهله. وليس كل الأعمال الخيرية هي بناء المساجد على الرغم من أهميتها، ولكن الإسهام في الأعمال التعليمية كالمساهمة في إنشاء المدارس والإسهامات الصحية مثل المساعدة في توفير سكن للمرضى المغتربين وكفالة يتيم وتعليمه لهي روافد متعددة أخرى لمفهوم الأعمال الخيرية وربما لاتقل فضلا وأجراً عن ماهو مألوف. وهناك الكثير من المؤسسات الخيرية المتنوعة في مجالاتها والمصرح لها من الدولة والتي تتنوع فيها الإسهامات الخيرية وترحب بالمساهمين.
وهذا التوجه بما لاشك يدعم رؤية 2030 في وطن طموح مواطنه مسؤول يتحمل المسؤولية في مجتمعه. فوضحت الرؤية من أنه سيتم توجيه الدعم الحكومي إلى البرامج ذات الأثر الاجتماعي وأن يكون للقطاع غير الربحي فاعلية أكبر في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والأبحاث والبرامج الاجتماعية والفعاليات الثقافية. فعندما يرتفع وعي الأفراد بأهمية تنوع الإسهامات الخيرية خصوصاً الداعمة لقطاع الصحة والتعليم والبرامج الاجتماعية فيكون بذلك أثرها في الدنيا والآخره من حيث أنه علم يُنتفع به، وكذلك أيضاً الإسهام كأفراد في تحقيق هدف الرؤية من رفع مساهمة القطاع غير الربحي في إجمالي الناتج المحلي من أقل من 1٪ إلى 5٪.
لا أعتقد أنه من السهل تغيير سلوك الأفراد واقناعهم بتنوع اسهاماتهم الخيرية ولعلنا كمسوقين نعي ذلك جيداً ولكن أعتقد أن على الجهات الخيرية سواء ذات التركيز الصحي أو التعليمي والمؤسسات الإجتماعية المهتمة بأن يعتمدوا في رسائلهم الإعلانية على مفهوم تغيير السلوك، والجميل في هذا المفهوم أن التغيير والتأثير فيه بطئ ولكن ذو أثر كبير.
خلاصة القول، لاتضع اسهاماتك الخيرية في سلة واحدة والأقربون أولى بالمعروف.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال