الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في مقالة سابقة نشرت في صحيفة مال ذكرنا بأن مؤشرات الأداء التي تم اعتمادها في برامج عديدة انبثقت من رؤية 2030. وهي الخطوة الاولى لتطبيق إطار الحكومة الذي يشتمل على أربعة عناصر رئيسية هي : الشفافية – المساواة – المسئولية – المساءلة.
وقد ذكرنا بأنه يجب تطبيق المنهج الحديث بأكمله ليصبح جميع المسئولين من وزراء ورؤساء هيئات تحت الرقابة المجتمعية من حيث ما تم تحقيقه من المستهدف لكل عام ؛وهو ما يوضح قيمة الشفافية في العمل داخل تلك القطاعات الحكومية المشمولة في برنامج التحول الوطني ويضع الجميع تحت المساءلة المجتمعية بعد قبلوهم واختيارهم كمسئولين عن تلك الجهات.
في الفترة السابقة تصفحت المواقع الرسمية للقطاعات الحكومية المتضمنة لبرنامج التحول الوطني وللأسف لم أجد تقرير يوضح المستهدف من مؤشرات الأداء والمتحقق منها خلال عامي 2017 – 2018 والطامة الكبرى أن تقاريرها السنوية لتلك الجهات لازالت تعد بطريقة تقليدية باستثناء كلمات المقدمة التي تشمل مصطلحات رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني إلا أن متن التقرير بعيد كل البعد عن المنهجية الإدارية الجديدة وهذا نذير تخوف حول أن ما تم إقراره من مؤشرات أداء لا يُؤخذ بها.
كما ذُكر في وثيقة برنامج التحول الوطني 2020 تحديداً في جزئية ” حصر تحديات الجهات في سبيل تحقيق الرؤية ووضع أهداف مرحلية حتى عام 2020 التالي :
واختير هـــذا الإطار الزمني ليمثل أهداف مرحلية يمكـــن من خلالها التخطيط بشـــكل أقـــرب لأرض الواقع. وشـــملت رحلـــة تحديد المستهدفات مقارنتها مع التجـارب والمعايير الإقليمية والدولية وانطلاقا مـــن الوضـــع الحالـي وذلـك عبـــر جهـد مشترك بيــن المركـــز الوطنـــي لقيـاس أداء الأجهـــزة العامـــة والجهات المعنية وهيئة العامـــة للإحصاء”. وهنا مربط الفرس المركز الوطني لقياس أداء الاجهزة الحكومية ( أداء) والذي أُنشأ بتاريخ 1437/1/6هـ وعند تصفح الموقع الرسمي للمركز وجدت وثائق عن منهجية المركز في قياس الأداء أعدت بعناية و بمنهج علمي وعملي متقدم إلا أن الموقع خالي تماماً من آثار “DASH BOARD” أو حتى وجود تقارير ربعية تمكن المواطن من متابعة أداء القطاعات الحكومية سواء كان من المختصين أو عامة الشعب.
نحن نفتقد كثيراً إلى جودة المخرجات حيث أن ما يتم كتابته وإعداده يكون رائع جداً إلا أننا لا نعلم هل تم تطبيقها أم لا؟
لقد انتابني شك بأن أجهزتنا الحكومية رغم حداثة زمنها مقارنة بدول ذات بعد زمني أكبر أصبحت مترهلة وعاجزة عن إحداث التغيير المنشود لوجود عوائق تنظيمية وإجرائية ومركزية داخل القطاع وخارجه وبالتالي يكون موقف صاحب القرار هو التوجه إلى خلق فرق عمل جديدة لتحقق طموحة الرؤية والبرامج المنبثقة منها.
والسؤال الذي يجب الإجابة عليه : أين نحن الآن من مستهدفات برامج الرؤية 2030؟
تغريدة:
قياس الأداء بكفاءة وفاعلية هو مصدر نجاح الخطط والبرامج.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال