لغات لا يفهمها إلا القادة 

يتحدث علم القيادة عن بناء وتأسيس وتأهيل وتطوير الشخصية القيادية، وخلق ذلك الشخص القيادي الذي يكون قادرا على التأثير في مرؤوسيه وأتباعه بطريقة ذكية والسير بهم نحو تحقيق الأهداف وانجاز المهام بكفاءة عالية.

ويؤكد علماء القيادة أن هناك مثلثا ذهبيا لنجاح القائد أضلاعه هي:  
تحديد الاهداف المطلوب إنجازه 
تكوين فريق العمل المميز المتجانس 
اختيار القادة الأكفاء القادرين على ادارة الفرق والمجاميع وفق الخطط التي تؤدي بالنهاية إلى انجاز الهدف.
وحددت الأبحاث الإدارية المعاصرة المهارات التي ينبغي للقائد التحلي بها للنجاح في دوره كقائد، وسواء اختلف علماء الإدارة ومفكري القيادة أو اتفقوا في تحديد هذه المهارات، فإنها تعد مهارات أساسية ومؤشرات ضرورية ومعايير دقيقة تحدد شخصية القيادي ونمطه ومنهج قيادته.

ولعل أول وأهم لغة يجب أن يتقنها القيادي حسب تصنيفي هي:
– إتقان مهارات التواصل، والعمل المستمر على تنمية وتطوير هذه المهارات من إصغاء ذكي إلى قدرة على البوح بالمشاعر والافصاح عن الأحاسيس وطرح الأفكار، واستخدام أساليب الوصف والنمذجه وطرح الأمثلة بطريقة مشوقة بارعة في الوصف والتفصيل أو في الايجاز.

– تليها مهارة الإقناع والقدرة على نقل الأفكار والآراء من دائرة فكر القيادي الى فكر مرؤوسيه أو أتباعه، وخلق الإيمان والشغف بهذه الأفكار، بحيث يتبناها المرؤوسين نيابة عن قادتهم ويعملون بكل طاقتهم لتحقيق الأهداف.
– وحين يصر القيادي على جذب الاتباع فلابد أن يتحدث بلغة الإلهام أي تنشيط الإبداع والأمل والتفاؤل، والتحفيز المادي والمعنوي، ورفع مستوى الهمم، وطرح قصص النجاح ونماذج التميز وأمثلة التفوق.

– التفاوض مهمة إدارية صعبة وثقيلة وشاقه، والكل يتهرب منها، الا القيادي المميز الذي يعرف أن التفاوض طريق شائك لابد من اجتيازه للوصول الى الأهداف العظيمة، وتبرز قدرات القائد في التفاوض الجاد والموجه نحو الهدف والواضح اللغة والساعي للوصول لحلول مرضية ومقنعه للطرفين وتحقق أعلى المكاسب.

– كم يتعرض القائد لضغوط عملية وإدارية وذهنية ومادية يشعر خلالها بالحنق والملل والتعب والاجهاد وقد تصل للإحباط والانسحاب لكن القيادي المحنك يستعيد قدرته سريعا على الاحتفاظ بهدوئه والسيطرة على مشاعر الغضب والتحكم بنوبات الاجهاد والإحباط، والعودة سريعا الى مربع التوازن ومحور الارتكاز.

– – ولاشك أن بطاقة مرور القائد الى عقول مرؤوسيه هو حسن الخلق وطيب المعشر والرغبة الجادة في التعاون وفي تمكين ومساعدة الآخرين وتمسكه بنشر العدل وتحقيق المساواة وعدم قبول الظلم والتجاوزات.