الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تشير الإحصائيات أن معدلات انتشار السمنة في المملكة وبعض دول الخليج هي الأعلى على مستوى العالم، حيث تبلغ نسبة السمنة في السعودية 30.7% في الفئة العمرية من 15 سنة وأكثر، بل إن هناك دراسة محلية تشير أن ثلاثة أرباع السعوديون مصابون بالسمنة. وترتبط بالسمنة عادة أمراض كثيرة مصاحبة لها من أبرزها مرض السكرى من النوع الثانى، أمراض القلب والشرايين، ارتفاع ضغط الدم والجلطات. وتلك الأمراض تشكل مانسبته 78 % من مسببات الوفاة في المملكة، ناهيك عن تشكيل هذه الأمراض المزمنة عبئاً كبيراً اقتصادياً وصحياً. وتشير التوصيات الصحية من أن اتباع نمط حياة صحي مثل الإهتمام بالغذاء الصحي والنشاط الرياضي يقلل من السمنة ومن الأمراض المصاحبة لها. فمبدء الوقاية هنا هو فعلاً خير من العلاج.
بناء على ذلك، أطلقت هيئة الدواء والغذاء خلال الأيام الماضية مبادرة الغذاء الصحي والتي أرى أنها حملة اعلانية تم عملها بعناية وشملت توقيع التزام طوعي من بعض شركات الأغذية (تسع شركات عالمية و ثلاث شركات محلية) بتخفيض نسب السكر والملح والدهون في منتجاتها للمملكة وتم تغطية ذلك الحدث عبر الطرق التقليدية وعن طريق بعض من مؤثري مواقع التواصل الإجتماعي، وتفعيل وسم الغذاء الصحي في تويتر والذي صاحبه عدد من مقاطع الفيديو التعريفية وانفوجرافيك بهذه المبادرة وأهميتها مثل أن هذه المبادرة تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال تعزيز الصحة العامة بنمط غذائي صحي، ورفع مستوى الوعي وتعزيز أنماط التغذية الصحية. ومن اللافت للنظر في تغطية ذلك الحفل أن وجبة العشاء كانت عبارة عن وجبات صحية، وفي تصريح للرئيس التنفيذي لهيئة الدواء والغذاء من أنهم يسعون بشكل عملي في توفير الوجبات الصحية لموظفي الهيئة ويطمح أن ينتشر ذلك النمط الصحي في الجهات الأخرى.
هناك الكثير من حملات التوعية بالغذاء الصحي التي تم عملها خلال السنوات الماضية ولعل أبرز مايميز هذه المبادرة عن غيرها هي التطبيق العملي، فرفع الوعي بالغذاء الصحي هي الهدف من تلك الحملات سابقاً ولكن مايميز تلك المبادرة أنها عملت “فعل” حيث أنها وقَعت فعلياً مع عدد من شركات الأغذية على تخفيض نسب معينة من السكر والملح والدهون للمنتجات الغذائية في المملكة وسبقها مبادرة وضع السعرات الحرارية للوجبات في المطاعم. فالمواطن العادي أعتقد أنه من الصعب عليه معرفة النسب المقبولة للسكر والملح والدهون في مايشتريه من طعام فكانت هذه المبادرة خير مساعد له.
هذا النوع من الحملات التي تهدف إلى تغيير السلوك تتسم عادة بطول الفترة الزمنية ليتم قياس نتائجها. فتغيير السلوك من أصعب أهداف الحملات لأنها طويلة المدى وتحتاج لمراحل تمتد ربما إلى أشهر وربما سنوات. ما أتمناه من هيئة الغذاء والدواء هو الإستمرار الرائع بهدف التوعية بالغذاء الصحي وعدم تحديده بزمن قصير والتنوع في طرق وأساليب الرسالة الإعلانية وعرضها بإبداع لأن الوضع الحالي يحتاج لتغيير سلوك الغذاء والتحول للغذاء الصحي، فلو سأل كل واحد نفسه عن وجبته للغداء خلال أيام دوامه خلال الأسبوع الماضي مثلاً لعلمنا كمية الإستهلاك الكبير للوجبات السريعة هذا بالإضافة للسلوك الخامل الذي نتبعه في حياتنا من قلة وربما انعدام النشاط الرياضي في جدولنا اليومي. فوجود مثل تلك الحملات التي تهدف لتغيير السلوك مطلب له ابعاده الإقتصادية أيضاً من حيث أن الوقاية تسهم في تخفيض التكلفة حين المرض.
خلاصة القول،، إلى هيئة الدواء والغذاء.. شكرا لكم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال