الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اعتدنا خلال الأعوام السابقة أن رفع الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة يُشكل أحد العوامل المؤثرة على سعر النفط تلك العلاقة العكسية ما بين رفع سعر الفائدة وانخفاض سعر النفط تستجيب لها الأسواق العالمية في بعض الأوقات ، و أوقات اخرى تكون الاسواق تحت تأثير عوامل اساسية اخرى وتتجاهل أي تحرك لأسعار الفائدة .
لكن ثمة مؤشرات بدأت تظهر خلال العامين الماضيين تُشير إلى أن تأثر سعر الفائدة على أسعار النفط العالمية ، وايضاً تأثير النفط على أساسيات الفائدة الأمريكية تبدو أكثر تفاعلاً من أي وقت مضى .
فهل سوف تُسيطر اسعار الفائدة للفيدرالي الأمريكي على جميع اساسيات أسعار النفط وتبقى هي المحرك الوحيد للأسعار كما هو حاصل مع أسعار الذهب ؟
صناديق التحوط العالمية والبنوك التي تملك مخزونات نفطية مؤثرة وفقا لتقارير صحفية اصبحوا يتجاهلون أساسيات سوق النفط التقليدية ، وينظرون فقط لتحرك سعر الفائدة وقوة الدولار في الأمور العادية أي في حالة عدم وجود مفاجآت بانقطاعات كبيرة لمصادر النفط .
كذلك فإن الفيدرالي الأمريكي الذي استأنف رفع الفائدة الأمريكية مرتين في عام 2018م ويعتزم رفعها خلال هذا الشهر للمرة الثالثة ما عاد ينظر لنسبة البطالة كمرجع أساسي للتحكم في سعر الفائدة كما اعتدنا عليه خلال الأعوام السابقة.
فقد اصبح ينظر إلى أسعار المشتقات البترولية كمحرك مهم لتحفيز حركة المستهلكين لـ 70% من إنتاجه والذي يذهب للإستهلاك المحلي .
فأي رفع نسبة الفائدة يعني رفع لقيمة الدولار وبالتالي انخفاض لأسعار النفط والمشتقات البترولية ، مما يُحفز المستهلكين على توجيه أموالهم لتنمية سلع اخرى غير البنزين.
ولعل هذا ما يفسر تغير نظرة الرئيس الأمريكي ترامب المُعادي لرفع نسبة الفائدة أثناء حملته الرئاسية إلى متصالح معها مع سلسلة من خطوات رفع الفائدة المتتالية في عام 2018م .
ومما يُعزز قدرة الفائدة الامريكية على التحكم بأسعار النفط هو إنخفاض نسبة النفط في مزيج الطاقة العالمي .
ووفق احصائيات نُشرت في شهر مارس عام 2018 م فإن نسبة النفط في انتاج الطاقة الكهربائية تراجعت إلى 14% من مزيج الطاقة العالمية وسط تزايد سريع لنسبة الغاز الطبيعي تصل إلى 26% .
مما يضعف من قوة النفط ويزيد من قدرة الاقتصاد الأمريكي علي التحكم بأسعاره.
سيبقى النفط محركاً مهما في نمو الاقتصاديات العالمية, لكن صورة النفط القوى التي نعرفها سابقاً قد تغيرت مع تراجعه من الصفوف الاولى لصالح طاقات جديدة يُشكل الغاز البطل المنسي فيها وسط خضم انشغال الإعلام العالمي بالطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال