الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ينتج العالم يومياً كميات ضخمة وهائلة من البيانات، وتعرف هذه البيانات باسم البيانات الضخمة “Big Data”. ويقدر ما أُنتج من بيانات خلال السنتين الأخيرتين فقط ما يشكل 90 في المئة من إجمالي البيانات المتاحة في العام. وتكون هذه البيانات بشكلها الخام، ومن ثم يتم تحليلها وإنتاج مخرجات من شأنها استخلاص معلومات تساعد في اتخاذ القرار. ومن أشهر الأمثلة في مجال البيانات الضخمة تطبيق خرائط جوجل. حيث يقوم التطبيق بجمع معلومات من أجهزة الهاتف المتنقلة الخاصة بالمستخدمين ومتابعة حركة هذه الأجهزة في طريق ما، واعتماداً على سرعة حركة الجهاز وطول الطريق خلال مدة زمنية محددة يمكن للتطبيق معرفة حجم الحركة المرورية في هذا الطريق، ويتم تنبيه المستخدمين بوجود حركة مرورية كثيفة، وبالتالي يتم اقتراح طرق بديلة.
ولا تقتصر تطبيقات البيانات الضخمة على ما سبق ذكره. فعلى الصعيد السياسي، وتحديداً في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، يتم الاعتماد بشكل كبير على البيانات الضخمة. إذ تُجمع كمية هائلة من البيانات عن المصوتين وتوجهاتهم وتفضيلاتهم، بالإضافة للبيانات التاريخية، والتي تشمل، دون حصر، دخل الأسرة والعرق والسلوك الاستهلاكي وغيرها. وباستخدام نماذج المحاكاة يتمكن مديرو الحملات من التنبؤ بسلوك المصوتين ولمن سيصوتون. وبناءً عليه يتم في الحملات الدعائية الانتخابية استهداف كل منطقة بشكل مختلف يتناسب مع سلوك سكانها.
وتُستخدم تطبيقات البيانات الضخمة كذلك في القطاع المالي. فعلى سبيل المثال، تقوم أنظمة التحليل بجمع بيانات عن سلوك العميل المالي والاستهلاكي واستخدامه للبطاقة الائتمانية من خلال معرفة الأجهزة التي يستخدم البطاقة من خلالها وقيمة مشترياته وغيرها. وفي حال وجود أي عملية مالية على أحد حساباته أو بطاقته الائتمانية لا تتماشى مع سلوكه، يقوم النظام فوراً بإرسال إنذار للبنك للتحقق من كون العميل فعلاً هو من قام بالعملية، وأنها لم تتم بواسطة شخص آخر حصل بشكل أو بآخر على البيانات البنكية بشكل غير قانوني.
ولا يمكن حصر تطبيقات ومجالات البيانات الضخمة، وهي فعلاً ثروة الحاضر والمستقبل إذ يمكن الاستفادة منها في عدة مجالات كالتعليم والصحة ومجالات الأعمال فمن يملك المعلومة لديه ميزة تنافسية تميزه عن غيره. فبوجود قاعدة بيانات ضخمة وبعد تحليلها يتم الاستفادة منها في دعم أصحاب القرار لاتخاذ قرارات وسياسات من شأنها تطوير وتحسين الأداء بشكل كبير.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال