الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في مثل هذا اليوم وقبل 88 عام أصدر المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مرسوما ملكيا برقم 2716 وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351هـ بتحويل اسم الدولة من ( مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها ) إلى ( المملكة العربية السعودية ) ابتداء من يوم الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق للأول من الميزان ويقابل يوم 23 سبتمبر 1932م بعد كفاحه الذي استمر أكثر من ثلاثين عام منذ استرداد الرياض الذي قد توفرت فيه صفات قيادية عظيمة مكنته من حمل مسئولية تأسيس دولة حديثة كانت المنطقة في أمس الحاجة إليها ، كما عرف عنه غفر الله له تمسكه بالعقيدة ودفاعه عنها وإيمانه الشديد بربه عز وجل وتطبيق شريعته في جميع جوانب الحياة ومن صفاته كذلك محبته للخير والعلم والبسالة والكفاح والشجاعة والفروسية والكرم.
ويعتبر توحيد المملكة من أكبر إنجازات الملك عبدالعزيز غفر الله له صاحب الجهود المباركة العظيمة لكي تكون دولة قوية راسخة تقوم على تطبيق أحكام القرآن والسنة النبوية المطهرة ، لتبدأ في هذا اليوم الميمون مراحل التأسيس والبناء لكافة الجوانب الدينية والعسكرية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية لتستمر الحياة بعد ذلك اليوم لتأسيس العديد من المؤسسات الإدارية كمجلس الشورى والمجالس الإدارية ورئاسة القضاء والمحاكم وإدارة المقاطعات والعديد من الوزارات.
كما شملت عنايته غفر الله له الأمر بتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله وبناء شبكة من الطرق والمواصلات وكان في أواخر عمره قد أمر بإنشاء مجلس الوزراء.
وقد اهتم غفر الله له وتعد من إنجازاته العظيمة العناية بالتعليم وتأسيس المدارس وأمر بنشر المؤلفات وقد حرص خلال حياته على تطور التعليم ومؤسساته وإنشاء المكتبات وأن تكون الكتب في متناول الجميع.
وكان من أبرز منجزاته غفر الله توطين البادية وتأسيس الهجر الذي اتجه أفرادها إلى التجارة والزراعة حتى أصبحت مناطقهم مزدهرة ويعد هذا الانجاز من التطور الاجتماعي لسكان المملكة وأعطى هذا الموضوع عناية فائقة لتثبيت الوحدة بين أفراد المجتمع وقد تحقق ذلك ومستمر إلى يومنا الحالي.
وما تشهده المملكة العربية السعودية من رخاء وأمن وأمان فله ارتباط وثيق بذلك اليوم الذي أعلن فيه توحيد المملكة والذي أمر رحمه الله ببناء شبكة أمنية واسعة وجعل لها أنظمة أمنية مرتبطة بتطبيق الشريعة السمحاء لردع كل من تسول له نفسه المساس باستقرار الناس وحفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم.
وقد ساعد ظهور النفط في عهده وتطور صناعاته والاهتمام بالمعادن تحسن في المجال الاقتصادي بشكل كبير وملحوظ وازداد في عهده حركة العلاقات التجارية الدولية والتجارة بشكل عام والذي ساعد على جلب العديد من الوسائل المتقدمة والمستخدمة في البلدان الغربية لتطوير الحياة في المملكة واهتمامه البالغ في الاستفادة من تجارب الآخرين دون المساس بالثوابت الإسلامية والعادات والتقاليد مما حقق توازن كبير بين الماضي وزمنه المعاصر.
وكان جل اهتماماته وضع المملكة العربية السعودية في مكانة سياسية واقتصادية تليق بها رغم كافة الظروف والصعوبات المحيطة به من تنافس شديد وشرس بين الدول الغربية لحمابة مصالحها القريبة من المملكة إلى جانب التحديات الإقليمية والمحلية ، فقد عمل على نهج معتدل في السياسة الخارجية تعتمد على معايير ومبادئ عظيمة تساعد على تقوية ومساندة الدولة وتحقق مصالحها دون تفريط في حقوق الدولة ومواطنيها ، وتعتبر القضية الفلسطينية من أبرز القضايا السياسية التي دعمها ومن بعده أبناءه والتي لا تزال محوراً أساسياَ في كل المحافل الدولية ودعم بكل قوته إنشاء جامعة الدول العربية.
وقبل وفاته رحمه الله بتاريخ الثاني من شهر ربيع الأول عام 1373هـ كانت المملكة قد وضعت نفسها في مكانة دولية خاصة وشاركت في تأسيس عدد من المنظمات الدولية التي كان هدفها وجود أمن واستقرار في المنطقة وكانت من أوائل الدول التي قامت بتوقيع ميثاق هيئة الأمم المتحدة في عام 1364هـ .
وها نحن بعد 88 عام منذ توحيد المملكة العربية السعودية نعيش في أفضل حال تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله وتشهد المملكة جميع مظاهر التطور والحياة في جميع المجالات الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والتقنية ومجال الخدمات العامة.
ومن الملاحظ تماسك القيادة والشعب للعمل تحت أصعب الظروف لرفعة الوطن المعطاء الذي يعملون له ويحمونه بأرواحهم ، وما هذا الالتفات إلا صورة انعكاسية لصورة قديمة تعكس تماسك الأجداد بقيادتهم ليصلوا بنا إلى ما نحن إليه.
كل عام وأنت بخير يا وطني
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال