الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مقارنة الموظف المواطن مع الموظف الأجنبي من ناحية قضاء ساعات طويلة بالعمل هي مقارنة خاطئة حتى ولو قضى الأجنبي يومه بأكمله ونرى أن أصحاب العمل يتضجر أن الأجنبي يظل في مكان العمل من الصباح حتي يقفل بالليل والشباب السعودي غير قادر على ذلك! بما أننا نعيش هذه الإيام ثورة في مجال توطين الوظائف وإحلال الشباب السعودي .
وللإجابة على تلك الإنتقادات قمت بعكس المعادلة لحياة الموظف فأصبح السعودي موظف أجنبي.
الحياة الاجتماعية لأي موظف عامل أو طالب هي من العوامل المهمة والمؤثرة في مكوث الموظف أوحتى زيادة ساعات العمل لدية لتلك المنشأة فأخذت على سبيل المثال قياس إنتاجية الشباب السعودي خارج الوطن سواء كان في مجال العمل أو كطالب ومن ليس لدية أي حياة اجتماعية تذكر فأنا شخصياَ أتذكر بالضبط الروتين اليومي لنا كطلاب سعوديين في الولايات المتحدة الأمريكية أو حتى موظفي السفارات أو الملحقية والذي يعملون طوال اليوم دون توقف لماذا ؟ الجواب ببساطة لأن ليس لديهم حياة اجتماعية وزيارات عائلية أو أقارب وأصدقاء لتزاور فنرى الطلاب والتي كانت مهمتهم مرتكزة على الدراسة فيمضون معظم الوقت في الجامعة أو في كافتيريا الجامعة لأن ليس لديهم أي نشاط وارتباط اجتماعي حتي في أيام الإجازات والمناسبات كالأعياد ترى غالبية السعوديين المغتربين يقضون ساعات محدودة للاستمتاع بالإجازة وبعدها يعود الروتين والمهمة التي أتو لها وتجد معظمهم يجري أبحاث ونشاطات خارج مجال اختصاصهم لأن لدية الشغف والوقت الكافي لذلك.
بعد عودتنا إلى أرض الوطن وبحكم الحياة الاجتماعية والارتباطات لنا كزوج أو زوجة مع الأبناء والوالدين والأقارب تقلصت ساعات عمل بعضنا مع أننا نفس الأشخاص وفي الطرف الآخر أصر بعضنا على الأستمرار على قضاء نفس ساعات العمل فأنا وبعض الزملاء نقضي ساعات عمل تتراو من 12-15 ساعة يومياً في مشاريعنا وأعمالنا الخاصة وبالرغم من تلك الساعات الطويلة نجد أن بعض الأخوة الأجانب يسألون عن ساعات عمل إضافية ودخل إضافي وأنهم مستعدون للعمل كامل اليوم إذا ما تتطلب العمل ذلك والسبب أنهم أتوا هنا لسعودية للعمل و ليس لقضاء وقت لراحة أو إنشاء أي علاقات اجتماعية أو صداقات وأن الجدول اليومي له هو العمل ومن ثم الذهاب لسكن للأكل والنوم والاستعداد للعمل اليوم التالي !!.
طرحي للموضوع ليس لإيجاد عذر للشباب لمن لا يريد العمل لساعات طويلة ولكن فقط للوقوف لحظة وإنصاف للموظف المواطن وإن محاولة أصحاب العمل أو أي مسؤول مقارنة ساعات العمل بين الشباب السعودي والموظف الأجنبي هي مقارنة خاطئة بالرغم من إيماني أن الموظف السعودي المتعلم قادر على العطاء في المناصب و الوظائف وبإمكانه الإنتاجية والإبداع أكثر إذا وجد البيئة المناسبة للعمل من أي موظف أجنبي وأنا هنا لا أتحدث عن وظائف تعتمد الوقت والمكوث لساعات طويلة لقياس الإنتاجية.
في الختام نصيحة لمعظم الشباب السعودي الطموح الذي يحاول جاهداَ بناء عملة الخاصة وقضاء ساعات طويلة في العمل وبالتالي خارج إطار المنزل و العائلة سيكون هنالك صعوبات حاول بقدر المستطاع أن توازن بين حياتك العائلية و حياتك العملية وضع قدر المستطاع العائلة في أولى اهتمامك وأيضا وضع خطة لبناء منشأتك خلال السنوات الأولى لحياتك وأستمتع بباقي سنوات حياتك و أدع ربك التوفيق والسداد ..
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال