الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يُعتبر سوق السياحة العلاجية حول العالم سوق نشط ومربح وهو يشمل السفر لمصحات ومراكز طبية وصحية متخصصة في دول معينة من أجل العلاج، كذلك يشمل السياحة الاستشفائية التي تعتمد على عناصر طبيعية تشتهر بها منطقة معينة تكون فيها مصحات ومراكز متخصصة مثل طبيعة تربة معينة أو ينابيع مياه معدنية أو كبريتية بحيث يكون لها خصائص طبية تساعد على شفاء المرضى من أمراض معينة.
اشتهرت بعض الدول بذلك النوع من السياحة مثل التشيك، ألمانيا، أمريكا، المكسيك، الهند، تركيا، الأردن وتونس. وتُعتبر السياحة التجميلية وعلاج الأسنان وأمراض القلب والشرايين وجراحة العظام والسرطان وفقدان الوزن والفحوصات الدورية الروتينية هي أبرز التخصصات طلباً لهذا النوع من السياحة. ويُقدر حجم هذا السوق 45.5-72 مليار دولار أمريكي بما يقارب من 14 – 16 مليون مريض مسافر حول العالم ينفقون ما متوسطه 3،800-6000 دولار لكل زيارة، مع نمو يتم تقديره لهذا السوق 15-25 ٪ سنوياً.
خلال الفترة الماضية أطلق صندوق الاستثمارات العامة مشروع أمالا على ساحل البحر الأحمر ويهدف إلى الريادة في السياحة المتركزة على النقاهة والصحة والعلاج لتكون الوجهة الرائدة لسياحة النقاهة عالمياً وذلك بهدف استقطاب المزيد من الاستثمارات وتنوع أوجه السياحة في المملكة ودعم الإقتصاد المحلي. يضم أمالا منتجعات صحيّة متكاملة وفريدة من نوعها في العالم لمفهوم المصحات والسياحة العلاجية بحسب تصريح الرئيس التنفيذي للمشروع. وتم اطلاق مسمى “ريفيرا الشرق الأوسط” على هذا المشروع وهو مسمى آمن وتقليدي برأيي ولكن ربما يحتاج هذا المشروع الضخم لأكثر من مسمى آمن، فبحسب تصريح الرئيس التنفيذي بأن أمالا ستكون فريدة من نوعها في هذا المجال، فوجود مسمى يحتوي مثلاً على فرادة هذا المشروع بوجود شخصية مستقلة له لاتشبه أحداً في نفس المجال قد تكون تلك الميزة في التسمية مطابقة أكثر لتصريح الرئيس التنفيذي، فما يظهر من هذا المشروع لهو أكثر من مجرد ريفيرا.
التوجه في هذا الوقت لهذا النوع من السياحة أعتقد أنه توجه ذكي وفريد ويدعم التنوع. فلو نظرنا للمشاريع الجديدة لوجدنا أن كل واحد منها له توجه محدد يدعم الاقتصاد المحلي، فجاء مشروع أمالا ليُزيَن عقد المشاريع السياحية الجديدة. فمشروع القدية يركز على الجانب الترفيهي السياحي ومشروع نيوم والذي هو وجهة تستقطب قطاعات التجارة والابتكار والمعرفة ليصبح منطقة اقتصادية خاصة، ومشروع البحر الأحمر ذلك المشروع السياحي الذي يجمع بين الجزر والشواطئ والمحميات الطبيعية والمواقع الأثرية كلها مجتمعة في مكان واحد. وكل تلك المشاريع تسير وفق رؤية 2030 في دعم القطاعـات الواعـدة كتطوير المواقع السياحية وفق أعلى المعايير العالمية لتكـون دعامـة جديــدة للاقتصاد الوطني.
خلاصة القول، في ظل ماتتميز به بلادنا من أهمية دينية واستراتيجية وقوة اقتصادية وسياسية ومستقبلياً وجهة سياحية، فهذا المزيج الفريد يجعلنا نردد “انتِ ما مثلك في هالدنيا بلد”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال