الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تابع الجميع لقاء ولي العهد التاريخي في بلومبيرغ ونقلته جميع الوسائل المحلية والعالمية ووسائل التواصل الاجتماعي وقد كانت الأوساط السياسية والاقتصادية تترقب مثل هذا اللقاء الذي كان بمثابة خارطة طريق توضيحية لكافة العالم عن السياسة السعودية الحكيمة المتزنة وأوضح فيه العديد من الملفات السياسية والاقتصادية.
وأكدت المملكة العربية السعودية على لسان ولي عهدها أن المملكة قوية بشعبها وهم من يقومون بحماية أراضيها ولا فضل لأحد علينا وعلى وجودنا منذ نحو 300 سنة وأن المملكة لم ولن تدفع مقابل أمنها وأن جميع التسليح الذي تم على مر السنوات لم يكن بالمجان وهذا ما جعلنا نكون جزء من منظومة الدول العشرين في العالم بسبب اقتصادنا ولمكانتنا بين الدول الكبرى وليس لأجل غير ذلك، كما تؤكد المملكة عمق العلاقات السعودية الأمريكية المتميزة التي كانت ولا زالت علاقة تاريخية ووثيقة ومن شأنها العمل على ازدهار الشرق الأوسط ونشر السلام في أرجاءه وأن الاختلاف في وجهات النظر أو التصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البديهي عدم تأثيرها على العلاقات بين البلدين.
أما في جانب الحديث عن النفط والذي كان محور تصريحات الرئيس ترامب فقد ذكر سموه أنه على مدى تاريخ السعودية لم تقرر قط إذا كان سعر النفط صحيحا أم لا وأن أسعار النفط تعتمد على العرض والطلب وهذا ما جعلها تصل إلى سعر 80 دولار وأوضح كذلك أنه كان هناك طلب من أمريكا للتأكد إن كان هناك نقص في المعروض من إيران فإننا سنوفره وقمنا بتأكيد ذلك. كما تحدث عن منظمة أوبك والدول المصدرة وإنتاج المملكة اليومي وإلى العلاقات السعودية الكويتية في المنطقة المحايدة وإلى زيارة سموه الأخيرة للكويت وأوضح جميع المسائل المتعلقة بذلك بكل وضوح وما دار بين الجانبين ويأمل أن تسير الأمور في إنتاج النفط والعمل على حل المسائل التاريخية العالقة بين البلدين.
وتسعى المملكة بشكل دائم على أن تكون دولة قوية سياسيا واقتصاديا وأمنيا وتسخير كافة السبل والوسائل التي تخدم هذا السعي الدؤوب والشي المهم الوصول إلى الغايات المنشودة لتدعيم الأمن والاستقرار ولا يهم انطباعات الآخرين وما يهم هو تحقيق مصالح الشعب بشكل أساسي، والعمل على تحقيق توجهات الدولة من خلال رؤية المملكة 2030 لكي يكون اعتماد الوطن على المداخيل الغير نفطية وتنتقل من الطريقة الاعتمادية على النفط إلى الانتقال بشكل سلس للاعتماد على اقتصاد متنوع يعتمد على الاستدامة ويحقق التوازن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ويحافظ على مكاسب الوطن ، وأن الطاقة الانتاجية الفائضة للدول المنتجة للنفط تأخذ على عاتقها أبرز التحديات وجعلها صمام أمان يحافظ على استقرار السوق العالمي وعدم اتخاذ القرارات في الشأن من جانب واحد بل يكون بتنسيق بينهم لتجنب الهزات الضارة بالجميع .
وبالحديث عن رؤية المملكة 2030 يأخذنا إلى التمعن في استراتيجية الرؤية الواقعية والتي تأخذ الأمور من مسارات عدة وتعمل على تصحيح الكثير منها وأثبتت الحكومة في الفترات الماضية أنها لا تخشى تقويم أي مسار إذا كانت المصلحة العامة تستوجب ذلك ونعلم أن الرؤية يتخللها الكثير من الاصلاحات الاقتصادية ومن الطبيعي حدوث أخطاء ولكن الانجازات لها صوت مسموع ونراها بشكل فعلي .
وحسب فهمنا لتصريحات ولي العهد بأن المملكة عازمة على تنفيذ خطة طرح أرامكو للاكتتاب العام وأن التنفيذ سيتم في الوقت المحدد له بيد أنه سيسبق ذلك شراء أرامكو حصة في سابك لتفادي التعارض بين الشركتين مستقبلا لاعتماد السنوات القادمة على البتروكيماويات، وأن المملكة من خلال قوتها الاقتصادية والسياسية تحظى بثقة دائمة من كل المستثمرين في العالم ولمعرفتهم أنها تحافظ على مواثقيها وتعمل بجد للتطوير ومساندة المستثمرين للمضي قدما فيما يحقق المصالح المشتركة واستثمار سوفت بنك في الطاقة الشمسية دليل على ذلك ويثبت اهتمام كبار المستثمرين.
أما بشأن الصفقة الكبيرة التي سيعلن عنها خلال اسبوعين من الآن في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار وهي في مجال بعيد عن النفط وقد تكون قريبة من مجال التكنولوجيا أو غيره ستحقق الصفقات المتتالية مكاسب عالية للمملكة، وأن المحافظة على سلامة اقتصاد الأشقاء من أولويات حكومة المملكة والدول الشقيقة لمواجهة التحديات وهذا ديدن الاخوة واستراتيجية بنيت عليها الدولة ، ولو أخذنا ملف الانتاج النفطي في المنطقة المحايدة بين السعودية والكويت فإن الأيام القادمة ستثبت عمق العلاقات بين البلدين وتحقيق المصالح المشتركة ستكون من ضمن الأولويات للمضي قدماً مستمدة ذلك من العلاقة المتميزة والبعد التاريخي للبلدين.
ولو نظرنا سريعا لما تحدث به ولي العهد عن الخصخصة فنجد أن الحكومة تخطو خطى سريعة لتنفيذ هذا المشروع الكبير الذي من شأنه سيطور العمل ويزيد من فرص الاقتصاد الكلي وتنمية الاقتصاد الداخلي بشكل خاص وهناك العديد من القطاعات التجارية دخلت حيز التنفيذ والكثير من الملفات ستكون ضمن أجندة الخصخصة في عدة مجالات وبالتعريج على سوق العمل السعودي فتجد أن السوق السعودي مفتوح بشكل رائع على استقطاب أعلى الكفاءات ومن أولويات رؤية 2030.
بالمختصر .. كان لقاء سمو ولي العهد شامل ويحمل في طياته رسائل عابرة للقارات تثبت لجميع العالم أن المملكة العربية السعودية تتغير للأفضل وعلى الجميع العلم بذلك والتعامل معها بشكل واقعي وأننا نسير بخطى ثابتة لا يثنينا أحد وملتزمين بعمل جميع ما نستطيع دون المساس بالدين والأعراف والتقاليد وأن الحكومة تتعاون مع أهل العلم في الكثير من المسائل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال