الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتقدم عجلة التنمية بشكل متسارع وتتسابق الدول العُظمى من أجل الظفر بتقنيات مميزة في مجال الطاقة وخاصة في مستقبل الطاقة الذي أصبح واضحاً لحدِ كبير وكأنه يقول ( احفظ النفط والغاز واستغل الطاقة الذرية والمتجددة). وفي ظل تسارع العدد السكاني للدول جميعاً وزيادة استهلاك الطاقة أصبح لزاماً على الجميع أن يعي مخاطر هدرها فيما لايعود بالنفع على منتجيها.
الأزمة السابقة في مجال النفط والغاز وتذبذب الأسعار جعل التفكير الآن منصباً على كيفية البحث عن البدائل وتوفير مايمكن توفيره من أجل مستقبل أجيالنا.
في حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخير لوكالة بلومبيرغ بأننا ننتج تقريبًا حوالي 10.7 مليون برميل يومياً ولدينا مخزونٌ احتياطي يقدَّر بـ 1.3 مليون برميل يومياً دون أي استثمار وبالتأكيد هناك فرصة للإستثمار خلال ثلاثة إلى خمسة أعوامٍ قادمة. وهذا مايجعلنا متفائلين بمستقبل واضح الطريق بفضل ما نملكه بعد الله من خير في هذه البلاد العظيمة ولكن مايجب علينا فعله هو المضي بخطوات ثابتة في كيفية إستثمار مانملكه من موارد نفطية متناقصة مع مرور الزمن وأن يكافيء ذلك استثمارنا في مجال الطاقة البديلة وخاصة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وقد أشار سموه الكريم إلى مايمكن أن تقوم به الشركة العملاقة أرامكو السعودية في مجال البتروكيماويات بما لايضر ماتقوم به الشركة العملاقة الأخرى سابك وأنه أصبح لزامًا أن يكون هناك تطور كبير من شركة أرامكو بما يتناسب مع مكانتها الكبيرة في مجال النفط والغاز.
شركة أرامكو السعودية بقت لسنوات طويلة تقوم بإنتاج النفط والغاز دون تطور واضح في مجال البتروكيماويات وكانت شركة سابك هي الأفضل في هذا المجال على مستوى العالم وما قاله سمو ولي العهد من أن الخطة القادمة هي التعاون والذي قد يصل حتى الى الإندماج بين الشركتين بما يشكل قوة ضاربة في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات وسيقوم صندوق الاستثمارات العامة ببيع حصته التي يملكها في سابك والبالغة 70% من اسهم عملاق البتروكيماويات لصالح أرامكو وسيكون هناك إندماج سينتج عنه شركة عملاقة تنتج الخير وتساهم في نماء هذا الوطن الغالي.
كل هذه الخطط الحالية من أجل المستقبل والذي سيتزايد الطلب فيه على البتروكيماويات التي كانت ولا زالت هي السر الكبير في راحة وتقدم البشرية بل أصبحت شريكة حياتنا في كل مكان والسؤال الذي أطرحه دائمًا هل يمكن لنا أن نتخيل أن أغلب مانرتديه من ملابس ونتحرك به من مواصلات مختلفة وتقنيات الإتصال المتعددة وغيرها الكثير كان أصلاً من الغاز الطبيعي؟!!
ماهو تسارعنا في مجال الطاقة المتجددة؟
هناك ارتباط كبير بين البتروكيماويات والطاقة المتجددة فلايمكن للطاقة المتجددة أن توجد لولا النفط والغاز وكأنها معادلة رياضية متساوية الأطراف ولكنها مختلفة في الإنتاج وسهولة الفصل والبيع.
من أصل الغاز الطبيعي يتم إنتاج مواد البوليمر في مواد أساسية ومن ثم إنتاج مواد نهائية تساهم بشكل كبير في صناعة أدوات الطاقة المتجددة وقد لايكون الحديث اليوم عن أسماء تلك المواد ولكن مانؤمن به اليوم لابد لنا أن ننظر لمستقبلنا في مجال الطاقة المتجددة عبر إنتاج مواد أساسية ونهائية في هذا المجال وأن نكون رواد صناعتها في العالم بما نملكه من أساس قوي وبيئة محفزة في ظل وجود الدعم والقوى البشرية المتميزة والطاقة البشرية من شباب وشابات هذا الوطن.
إن تسارعنا اليوم في مجال الطاقة المتجددة مرهون بما نخطط له مستقبلاً وماذا يمكن أن يكون عليه شكل المستقبل في مجال الطاقة بشكل عام ولكن الحُلم الذي نريد تحقيقه هو أن نتسفيد بأكبر قدر من الطاقة المتجددة من الشمس والرياح وخاصة في شمال المملكة ولعل ( مشروع نيوم ) أصبح الآن بذرة النجاح لمستقبل ينبض قوة وصدارة في مجال الطاقة وأن يكون لسواحلنا الشرقية والغربية نصيبها الأكبر من طاقة الرياح التي تهب باستمرار ويمكن لها أن تساهم بشكل كبير في دعم إنتاج الطاقة الكهربائية وربطها مع شبكتنا المحلية لخطوط التيار التي تصل بين كل مدن ومحافظات وقرى المملكة.
يمكن لتوربين واحد من الرياح أن يولد طاقة كهربائية تكفي لـ الآف المنازل مع حساب استهلاكنا للطاقة الكهربائية في مجال التكييف والذي يشكل تقريبًا 70% من استهلاكنا للكهرباء ستكون فائدتنا من توربينات الرياح أقل مما تكون عليه في دول تنعم بأجواء أبرد مما نحن عليه في الواقع.
إن أحد أحلامي الكبيرة في مدينة الجبيل الصناعية والتي اسكنها أن أرى توربينات الرياح تدور في شواطئها لمَ نملكه من بنية تحتية ممتازة وموقع ساحلي يزخر برياح في أغلب أيام السنة وشركات عملاقة تملك الكثير من الإمكانيات العالية لبناء مثل هذه التوربينات لتستفيد منها في تشغيل مصانعها ونخفف من حرق النفط والغاز في محطات توليد الطاقة الكهربائية ومحطات تحلية المياه.
إن ترابط النفط والغاز والطاقة المتجددة والصناعات الأساسية من النفط والغاز والبتروكيماويات والبوليمرات والتخصصات الهندسية والبنية التحتية والتحفيز والمتخصصين وأصحاب الخبرة وجذب التقنيات إلينا في كل تلك المجالات تجعل منها منظومة متكاملة تحتاج إلى ترتيب وتنسيق وكلنا أمل وتفائل بمستقبل مبهر في هذا المجال بحول الله وقوته.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال