الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قوة المملكة ومكانتها الإقليمية والدولية وتأثيرها السياسي والاقتصادي مر بعراقيل مُتَعمّدة افتعلتها الإدارة الأمريكية السابقة لإبطاء القفزات النوعية المواكبة لرؤية 2030 ومع ذلك لم تستطع.
تعاملت القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية بالحكمة والتأني مع كل استفزازات الإدارة الأمريكية السابقة، حتى مع كذب جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، ومع مواقف ارنست مونيز وزير الطاقة الأمريكي الأسبق الذي هندس الاتفاق النووي لصالح طهران.
المملكة أثبتت عبر مواقفها في الأزمات أنها دولة حكمة، تنطلق من مسؤولياتها العظيمة، تجاه شعبها ومصالح دينها وعلاقتها المتينة مع معظم دول العالم، وليست كما يحاول البعض تصويره من أنها مجرد آبار نفط يقوم عليها بائعوها.
فالمملكة دولة ذات ثقل سياسي وديني واقتصادي واضح يحكمها مركزها للعمل بثقل محوري عالمي وإقليمي يحتاجه العالم لتكون جسراً تمر من خلاله معظم مصالح الدول الحيوية.
ترديد الاتهامات الزائفة لن يثني المملكة عن التمسك بمبادئها وثوابتها، مستندة على حكمة قيادتها وتلاحم شعبها وأي إجراءات تصعيدية ضد المملكة ستواجه بما هو أكبر منها، وكل من يسعى للإضرار بالمملكة بأي طريقة سيواجه نفس الضرر أيضاً.
السعودية احد اقوى 20 اقتصاداً في العالم – يعتمد عليها العالم لتوازن اقتصاداته قبل توازن أسواقه النفطية. لا أحد يتخيل أسواق النفط بدون دور السعودية الريادي لتحقيق التوازن وتلبية احتياجات السوق والذي عجز كبار المنتجين عن تأديته.
على مدى عقود والمملكة العربية السعودية تُسعِّر نفطها بالدولار وتتبع مرجعية النفوط القياسية العالمية – بينما للسعودية الحق في أن تُسعِّر ما ننتجه كأكبر مصدر للنفط الخام في العالم بأي عملة تراها. فبمجرد تغيير السعودية لعملة بيع النفط سيتبع خطوتها كبار المنتجين من داخل اوبك وخارجها كما سيتبعها المستهلكين ايضا.
ومن البديهيات أن تُسعر السعودية ماتنتجه من النفط وبالعُملة التي تناسبنا- مما سوف ينعكس على متطلبات الوطن والنمو الاقتصادي، فمثلاً جميع مُصنّعي السيارات في العالم يضعون أسعارهم بدون مرجعيات نفط قياسية عالمية ولا ضغوط دولية.
تغيير آلية التسعيير ليست بالشيء المستحيل، فهاهي الصين التي لا تبيع النفط ولكنها أكبر مستودر النفط الخام في العالم تُحاول ان تُسعِّر النفط بالليوان الصيني وأنشأت بورصة شنغهاي النفطية كخطوة أولى تقطعها العملة الصينية حتى تصبح قادرة على إزاحة الدولار الاميريكي.
بإستطاعة السعودية كأكبر مُصدّر للنفط ان تبيع نفطها بالريال السعودي وتبدا بإستخدام مؤشرها السعودي لتسعير النفط ببورصة سعودية للطاقة، بدل من آلية التسعير الحالية التي تتبع مؤشرات أسعار الخام العالمية. ولذلك سوف يستفيد الاقتصاد الوطني من مضاربات مالية ضخمة في أسواق النفط الآجلة.
الجميع يعلم دور السعودية في إحتواء اوبك – والتي قبل عامين وصفوها بأنها ماتت سريرياً – السعودية لها تحالفات استراتيجية كبيرة مع روسيا ويستطيعان توازن السوق وحدهما حتى بدون دور منظمة أوبك التي يُتهجّم عليها بين عشية وضحاها وتحاول أمريكا تطبيق مشروع قانون NOPEC الأمريكي “نوبك”، والذي هو مشروع قانون أمريكي، يهدف إلى تجريم المنظمة. اذاً تجريم منظمة أوبك لايهدد السعودية!
المملكة العربية السعودية لها ثقلها السياسي والإقتصادي بين دول العالم، وأي محاولات لتهديدها أو ابتزازها سوف ينعكس سلباً على الإقتصاد العالمي بأسره وليس الاقتصاد السعودي فحسب. وسوف ينعكس سلباً على أسواق النفط وأسواق المنتجات البترولية والبتروكيماويات.
المملكة دولة ثابتة على مبادئها – متمسكة بثوابتها، لا تغيرها تهديدات زائفة ولا ترهبها اتهامات جائرة مصيرها إلى الزوال. ولا أحد يستطيع قراءة العالم بالنيابة عنا في ظل توفيق الله وحفظه ووجود قيادتنا الرشيدة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال