الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
طريقة التبريد المتبعة حالياً في منازلنا و مصانعنا وجميع المباني الحكومية والتجارية هي استخدام مكيف الفريون .
30مليون مكيف يعمل في ارجاء المملكة وفق آخر الإحصائيات المنشورة , تستهلك 65% من الشبكة الكهربائية وللمعلومية فإن قدرة الشبكة السعودية ضعف استهلاك دولة مصر كاملة ذو 100مليون نسمة.
والمعضلة الأكبر في استخدام مكيف الفريون في المملكة هي ليست باستهلاكها الكبير جدا من الكهرباء بل إن تقنية عمل مكيف الفريون تستدعى استهلاك كهرباء اكبر في اوقات ارتفاع درجات الحرارة وكهرباء أقل في انخفاض درجات الحرارة وما يعرفها المختصون بالفرق ما بين T1 وT3.
وهذا يتطلب إنفاق الدولة سنوياً عشرات المليارات من أجل توفير الكهرباء في أوقات الذروة فقط والتي تستمر بما مجموعه 20الى 25يوماً فقط خلال العام وتبقى تلك الاستثمارات خارج الخدمة طوال فترة العام المتبقية.
وهذا يفسر فرق الطلب على الكهرباء ما بين الصيف والشتاء بحدود الـ 50% وهذه نسبة كبيرة جداً بالمقياس العالمي ومن خلال خبرتي في مجال الطاقة الكهربائية لاكثر من 20عاماً استطيع أن أقول إن هذه هي المعضلة الرئيسية لخسائر شركة الكهرباء واحتياجها لدعم الدولة الدائم من الأموال والتي تصل الي 300 مليار ريال سنوياً ، ولا توجد لدينا مشكلة باستخدام الوقود الخام المدعوم , لأن هذه المعضلة تم حلها بإستخدام الغاز الطبيعي.
هناك عدة حلول لاستبدال مكيف الفريون ولعل أهم حل موجود ومجرب لدينا في المملكة والعالم هو التبريد بالمياه او ما يسمى التبريد المناطقي, وهذه التقنية مطبقة في تبريد الحرمين الشريفين وتبريد مدينة الملك عبدالله الاقتصادية كذلك تبريد المباني في طريق الشيخ زايد بدبي.
وميزيتها ان 90% من مكوناتها مُصنعة محلياً ويمكن من خلالها توفير آلاف الوظائف للمواطنين .
ولكنها تحتاج الى أن تتبناها الدولة كما تبنت قرار منع استخدام مكيفات الفريون متدنية الكفاءة وهذه التقنية عبارة عن تبريد المياه في خزانات كبيرة وضخ المياه الى المستفيدين سواء مباني او مصانع وتكون بديلاً للفريون في مراوح استقبال التكييف .
وهي تصلح للمجمعات السكنية الجديدة والمباني التجارية والصناعية الجديدة , كما أن التقنية بإمكان تطويرها بسهولة لإستخدام حرارة الارض لتبريد خزانات المياه المركزية.
وتوجد منها نسخ مصغرة لأستخدام المنازل ولكنها غير منتشرة لدينا.
هذه التقنية لا توفر فقط 30% من استهلاك الكهرباء للمستفيد ولكنها تستطيع أن تحل المعضلة الكبرى للكهرباء لدينا.
لانها تقوم بالعمل خارج اوقات الذروة وتستطيع إعادة توزيع الاحمال على شبكة الكهرباء مما يوفر المليارات بالاستثمار ببناء محطات توليد جديدة ويرفع كفاءة شبكة الكهرباء العمومية.
وتنقل بدون مبالغة شركة الكهرباء من عبء علي ميزانية الدولة الى شركة ذات عائد اقتصادي مثمر.
بكل بساطة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال