الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اطلقت وزارة التجارة والاستثمار خلال الأيام الماضية حملة (سلمني واسلم) وكان الهدف من الحملة هو رفع الوعي بأهمية الإنتباه لمركز استدعاء المنتجات المعيبة حيث أن هناك ضعف في نسبة تجاوب المستهلكين مع اعلانات المركز حيث أنه لم تتجاوز هذه النسبة عن 20%.
وقد بدأت الحملة من حساب وزارة التجارة والاستثمار في تويتر بعدة مراحل سأحاول رصدها عن طريق تسلسل رقمي كتالي:
1- تغريدة عند الساعة السادسة مساء بتاريخ 10 نوفمبر عن قدر ضغط وفيه وصف للمميزاته.
2- بعدها بساعة تم التغريد عن دبدوب وفيه وصف للميزاته أيضا.
3- في اليوم التالي 11 نوفمبر وفي نفس الوقت عند الساعة السادسة مساء تم التغريد عن سيارة وبنفس أسلوب الوصف الذي تم اتباعه في تغريدة قدر الضغط والدبدوب.
4- عند الساعة السابعة تم جمع المنتجات الثلاثة في تغريدة واحدة توضح مميزات جماعية لتلك المنتجات.
5- عند الساعة الثامنة تم التغريد بكلمات غير مفهومة وغير مترابطة.
6- ثم بعدها بساعة تم الرد على تلك التغريدة بتوضيح أن عدم وضوح التغريدة السابقة لا تشكل خطراً بعكس المنتجات المعيبة التي يتم استدعاءها ويتم تجاهلها، مع اطلاق وسم # سلمني واسلم في نفس التغريدة.
7- تبعها تغريدات متتالية عن المنتجات الثلاث توضح أنها منتجات معيبة وبنفس الأسلوب الذي يتبعه مركز استدعاء عند الاعلان عن منتج معيب.
8- ثم تغريدة توعوية عند الساعة 11 مساء كانت بنَص ” تجاهلك لحملات #استدعاء المنتجات المعيبة يشكل خطراً على سلامتك”. مرفق بها فيديو مدته دقيقتان تم استخدام المنتجات الثلاثة بهدف التركيز على التوعية بأهمية التجاوب مع مركز استدعاء.
الحملة الإعلانية كما هو واضح في التحليل أعلاه أن مدتها يومين، اعتمدت طريقة الحملة التشويقية “Teaser campaign” وتم الإطلاق الهدف من الحملة عند الساعة 11 مساء بتاريخ 11/11. ومن الواضح التخطيط الجيد المسبق وبأدق التفاصيل مثل اختيارات الوقت والأيام. فقد تم اختيار يومي السبت والأحد بعد السادسة مساء وهو وقت أعتقد أنه مناسب وذكي.
في اليوم الأول تم تناقل اعلانات المنتجات وقد يدعم هذا التناقل هو اشراك المؤثرين في تويتر لتلك التغريدات. من الملاحظ ومن رصد شخصي أنه بعد تغريدة وزارة التجارة والاستثمار الغير مفهومة رقم 5 تم اطلاق اشاعة أن حساب الوزارة مخترق، وعند الرد على تلك التغريدة رقم 6 تم تناقل أن التغريدة هي تصرف سريع “ترقيع” لاختراق موقع الوزارة والتي أعتقد أنها هدأت عند اطلاق تغريدات رقم 7 و 8. انتهت الحملة بذلك وبدء نقاش آخر وهو هل الوزارة نجحت باستخدامها هذا الأسلوب. كانت هناك أراء متعددة تؤيد أو تختلف مع تلك الحملة. فهناك رأي يرى أن تلك الحملة لاتتناسب مع هوية المنظمة وأن الحساب الذي تم اطلاق الحملة منه هو هو حساب رسمي لوزارة حكومية لها صورة ذهنية معينة ولعل أبرز من يتبنى هذا الرأي هو الزميل محمد حطحوط. وهناك رأي آخر يرى أن هذه الحملة ابداعية وصلّت الرسالة بطريقة مبتكرة.
برأيي الشخصي أن الحملة جميلة ولعل أكثر ما لفت الإنتباه لها أن التغريدات الأولى كانت من حساب رسمي لجهة حكومية والذي أرى أن هدف الحملة برفع الوعي لدى المستهلكين وزيادة نسبة التجاوب مع ماينشر مع مركز استدعاء وذلك لحفظ وسلامة المستهلكين لهو هدف مهم يستحق المجازفة وهنا أرى أن تلك الحملة ليست مجازفة بل كانت موزونة ومدروسة. وعلى الرغم من أنني لا أعلم من هم المسؤولين عن تنفيذ تلك الحملة إلا أنه مما يبدو لي أنها عُملت بنَفَس سعودي مبدع، رغم أن لدي تحفظ في الخطوات رقم 5 و6 حيث أرى أنها غير واضحة بالشكل المطلوب كباقي المراحل الأخرى، إلا أنني كما قلت سابقاً لا أخفي اعجابي بتلك الحملة والتي جعلتني فعلاً انتبه لاعلانات مركز استدعاء المنتجات المعيبة وانتظر وجود حساب له في تويتر وليس فقط # أو موقع الكتروني، ولا أحد يستطيع معرفة مدى نجاح الحملة على مدى أبعد إلا الوزارة نفسها وذلك بمراقبة ما إذا كان هناك زيادة في نسبة الإستجابة للمستهلكين عن ذي قبل أم لا.
خلاصة القول، من الجميل تَبنّي الجهات الحكومية للحملات الإبداعية فقد رأينا عدد من تلك الجهات مع هذا التوجه ولعل أهم الأمور التي تستدعي الإنتباه هي التخطيط الجيد بفريق عمل محترف وليس هاوي وعمل خطة بديلة في حالة جد أمر طارئ أثناء تنفيذ تلك الحملات. فمثل تلك الحملات تثري التجارب التسويقية والحالات الدراسية المحلية سواء في نجاحها أو فشلها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال