الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قد تنجح وكالة الطاقة الدولية في جمع المعلومات والإحصاءات التاريخية والإبلاغ عنها، ولكن ليس لديها القدرة على بناء توقعات دقيقة يُبنى عليها في توقعات نمو الطلب العالمي على النفط ولا في استثمارات المنبع التي يعتمد عليها مستقبل صناعة النفط وضمان الامدادات. وهذا ما تُظهره نتائج ومقارنات توقعات الوكالة السابقة منذ أن بدأت عام 2005. وهناك العديد من الاخطاء الفادحة والسيناريوهات المغلوطة ليس المجال لذكرها اليوم.
كل الدلائل تشير إلى أن هدف وكالة الطاقة الدولية هو تخفيض أسعار النفط، ولذلك فإن الهبوط الشديد في الاسعار من ذروتها في أربع سنوات عند 86 دولار (خام برنت) في بداية شهر أكتوبر المنصرم وهبوطها إلى 72 دولار نهاية شهر اكتوبر كان بديهياً بعد أن مهّدت الوكالة له الطريق بتوقعات متشائمة بضعف نمو الطلب العالمي على النفط مع مخاوف وعدم يقين بُنيت في ظل توقعات بانخفاض النمو الاقتصادي بعد ارتفاع الأسعار المتوقع عام 2019. بينما تجاهلت الوكالة ان الطلب العالمي على النفط هذا العام تعدّى 100 مليون برميل يومياً، وهذا يعني أن معدّل نمو الطلب السنوي على النفط في عام 2018 ارتفع إلى 1.9 مليون برميل في اليوم (أقل بكثير من توقعات الوكالة المنشورة العام الماضي).
عوداً إلى العام الماضي، فمنذ أن بدأت أسعار النفط ملامسة حاجز ال 60 دولار نهاية شهر أكتوبر عام 2017 ببطء وثبات، شرعت الوكالة فوراً في احباط هذه الحركة من خلال الادعاء بأن ارتفاع الاسعار سيُحفّز انتاج النفط الصخري الذي سيُغرق السوق، مما سيؤدي إلى إغراق الأسواق حتى مع تخفيضات انتاج اوبك+.
خلال عام 2018 جاءت توقعات وتصريحات الوكالة كالتالي:
– توقعات محبطة لاتفاقية أوبك+ ورسم نتائج غير مرضية لتخفيضات الإنتاج.
– صياغة سيناريو هبوطي للأسعار بناء على زيادة إنتاج النفط الصخري والذي بزعمهم سيكبح جهود أوبك بقيادة المملكة لتوازن السوق، والذي عجز عن زيادة صادراته مؤخرا نظراً لمحدودية البنية التحتية الأمريكية على نقله وتصديره.
– ابرزت الوكالة تحديات هذا العام استباقياً برسم سيناريوهات لزيادة إنتاج النفط الصخري، وعلى الرغم من المستويات القياسية للإنتاج الأمريكي، انخفضت صادرات النفط من 2 مليون برميل في اليوم إلى حوالي مليون ونصف المليون برميل مؤخراً ، بسبب محدودية الخدمات اللوجستية والبنية التحتية للتصدير.
– تجاهلت الوكالة أن تعترف بإعادة توازن السوق واستمرت في ضخ التشاؤم حتى بعد استراتيجية اوبك+ في يونيو الماضي على تخفيف التخفيضات في الإنتاج، حيث قادت المملكة العربية السعودية هذه المرونة الملحوظة في إنتاج النفط لضمان توفير الطاقة التي يحتاجها العالم.
– في الربع الرابع من عام 2018، ظهرت عدم صحة توقعات وتنبؤات وكالة الطاقة الدولية التي قدّمتها في وقت سابق من هذا العام، ففي تقريرها الشهري عن سوق النفط في أكتوبر 2018 ، خفّضت الوكالة توقعات نمو الطلب العالمي على النفط لعامي 2018 و 2019، بينما في أوائل شهر أكتوبر ، كانت الوكالة تطالب منتجي النفط بزيادة الإنتاج والتهديد بدخول الإمدادات العالمية إلى “المنطقة الحمراء” وحثّت منتجي النفط على زيادة الإنتاج لأن أسواق النفط تمر بفترة حساسة للغاية، وحذّرت الأسواق الناشئة الآسيوية من ضغوط هبوطيه على نمو الطلب العالمي على النفط بناءً على ارتفاع أسعار النفط وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
– كيفية وصول الوكالة إلى تلك النتائج المتشائمة غريب جداً بعد أن وصلت أسعار برنت إلى أعلى مستوياتها في أربع سنوات فوق 86 دولار للبرميل في أوائل شهر أكتوبر المنصرم، ولكن بعد عدّة أسابيع غيّرت الوكالة نغمتها عندما انخفضت الاسعار إلى 72 دولار في نهاية أكتوبر. بعد ذلك ، وفي تباعد كامل عن اساسيات السوق، أصدرت الوكالة تقريرها الشهري الذي يدعو منظمة أوبك إلى الحد من الإنتاج العام المقبل بمقدار 300 ألف برميل في اليوم. كما تم التعديل بتوقعات اقل لنمو الطلب عام 2019.
تظهر تناقضات كبيرة عندما يتم التدقيق في تقارير الوكالة وتوقعاتها بارقام غير متناسقة، مما يؤدي إلى طرح أسئلة حول نموذج الطاقة العالمي في الوكالة (World Energy Outlook) وقراءته للسوق ناهيكم عن قراءته المستقبليه.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال