الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عملية صياغة القرار، عملية معقدة جدا، فهي لا تبدأ من نقطة الإعلان عنه، ولا تنتهي بمجرد البدء بتطبيقه وتنفيذ محتواه. وللدخول مباشرة في صلب الموضوع، لن أفصل وأطيل في شرح الخطوات الأساسية والإجراءات الضرورية واللازم توافرها لعملية اتخاذ القرار، فما يهم بإختصار هما نقطتان: الهدف من القرار، والنتائج المترتبة على تطبيقه.
وبالرغم من كون العملية معقدة، فهي بالواقع تمارس بشكل يومي من قبل الافراد في كافة المجتمعات. فعملية الاقتراض من البنك، على سبيل المثال، هي عملية اتخاذ قرار، وهي في الغالب تبدوا غير محببة أو مقبولة من الغالبية، وذلك بسبب خشيتهم من التعثر وعدم القدرة على سداد القرض، أو حتى بصرف المبلغ الذي تم اقتراضه بدون تحقيق منفعة أو أثر إيجابي واضح. ولكن ومع الوقت، تظهر حقيقة الأثر، ليتم بعدها الحكم على النتيجة ما إذا كانت سلبية أو إيجابية، بشكل صحيح، مبني على حقائق وليس على احتمالات أوخشية أوعدم ثقة وتردد.
اما على مستوى الحكومات والمنظمات الدولية والأجهزة الحكومية ولشركات الكبرى و حتى على مستوى جمعيات النفع العام، فالقرار فيها يبنى على مسببات يتم طرحها كملف على متخذ القرار، بهدف تحقيق نمو إيجابي، أو تجنب الوقوع في أي محيط سلبي. وتأتي على عدة إشكال منها، ضرورة تغيير أمر قائم، أو الحاجة لإستحداث أمر جديد، أو إعادة معالجة مشاكل حالية أو متوقعه مستقبلا.
وعند وجود نسبة ولو كانت بسيطة من الاقتناع، تخضع المسببات بعد ذلك للدراسة والتحليل من عدة أطراف، وتحديد هدف واضح يتم اعتماده من الجميع أو الأغلبية، لتنتهي العملية بإعلان الهدف وتحديد موعد للتطبيق والأثر المتوقع من التطبيق. كما يتم تكليف جهة أو أكثر بعمليات الإعداد والتجهيز لعملية التنفيذ، ومن ذلك، وضع الأنظمة والاليات، وأساليب العمل ومؤشرات القياس، والتهيئة الإعلامية، وبرامج التعامل مع المستفيدين أو المستهدفين. وهنا تكمن المخاطر والمشكلة ونشوء مسببات النجاح أو الفشل، فأفة القرارات في الغالب، تكمن في سوء التطبيق في أي مرحلة، وليس في القرار نفسه.
وعلى العموم، تبقى القرارات نفسها تحت بند المراجعة والتعديل بناء على أهمية المسببات ومستوى ضرورة التعامل معها. لكن المهم إدراكه، أنه لا يمكن الحكم مسبقا على أي قرار أو أي خطوة تنفيذ بالإيجاب أو السلب، الا بعد إكتمال التنفيذ وقياس الأثار الناتجة عنه بصورة عامة وشاملة، على أن تتجاوز مفاهيم الرأي المسبق، أو القراءات المتفائلة والمتشائمة، والأهم الرأي الشخصي المرتبط بإستفادة وقتية أو ضرر محتمل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال