الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في ليلة واحدة وصلتني ثلاث رسائل (واتس أب) من أصدقاء يطلب كل واحد منهم سلفه عشرة آلاف ريال من أجل مساعدة شخص بحاجة للمساعدة ، الرسائل كانت ركيكة جدا توحي بأن مرسلها لا يجيد العربية أو أنه غير متعلم . الأهم أن أصدقائي الذين طلبوا السلفة ليسوا بحاجة مبلغ بسيط كهذا . ما كنت لألقي بالا لتلك الرسائل لو لم يكن الحساب الذي وضعه المرسلون (المرسل) في أحد أكبر البنوك السعودية ، وباسم رباعي لمواطن سعودي ورقم هوية سعودية !!!!! وهو الشخص الذي يراد مساعدته .
قابلت الأصدقاء الثلاثة في نفس الليلة لموعد مسبق ، وعرفت أن حساباتهم في (الواتس) تم اختراقها بصورة تسلسلية من واحد للأخر وبأسلوب ساذج جدا . تواصل المخترق مع عدد كبير من الأرقام المخزنة في دفتر العناوين داخل المملكة وخارجها ، يطلب منهم نفس الطلب الذي طلبه مني .
رغم التحذيرات من مؤسسة النقد ، والبنوك السعودية ، وشركات الاتصالات ، وما يظهر في الإعلام عن عمليات النصب والاحتيال ، ورغم الإجراءات الاحترازية التي تضعها البنوك لمنع استغلال وسائل التقنية في سرقة مدخرات المواطنين ، رغم كل ذلك إلا أن عمليات الاحتيال الساذجة مازال يقع فيها المواطنون السعوديون !!! والغريب المحزن أن تلك العمليات في تزايد .
معظم من تقع لهم عملية الاحتيال عبر الإنترنت ووسائل الاتصال متعلمون ، بل إن بعضهم يحملون شهادات عليا . والمضحك أن بعض أصدقائي الذين تم النصب عليهم يعطون دورات في الذكاء المالي !!!!!
لا أستطيع فهم أو تفسير سهولة النصب والاحتيال على كثير من السعوديين ، هل هو غباء وسذاجة فعلا؟ كيف يمكن تفسير أن يقوم شخص يملك أعلى المؤهلات العلمية والمعرفة التقنية بإرسال إرقام حساباته السرية لمصدر مجهول ، لمجرد وصول رسالة نصية تطلب منه ذلك ، وأنه مالم يفعل فسوف يتم إيقاف بطاقة الصراف الخاصة به ؟؟؟؟ أو بأي طريقة غبية أخرى .
أعتقد أننا بحاجة لدراسة اجتماعية ونفسية لهذه الحالة لدى الشعب السعودي ، أكثر من حاجتنا لدراستها اقتصاديا وتقنيا . فقد أصبحنا هدفا للهجوم الالكتروني من كل بقاع الأرض لسهولة الاحتيال والنصب علينا على جميع منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية بأساليب كثيرة معظمها ساذجة وغبية!!!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال