الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كانت اسواق النفط تتوقع عقوبات أمريكية حادّة على إيران تهبط بصادراتها النفطية إلى الصفر، إلاّ أن الإعفاءات الأمريكية بالسماح لثمانية دول من اكبر مستوردي النفط الإيراني بمواصلة الاستيراد جاءت مفاجأة للسوق الذي تحوّل فجأةً من ترقّب لشُح في الإمدادات مطلع شهر أكتوبر المنصرم إلى الخوف من فائض مطلع هذا الشهر واحتمالية عدم استقرار قادم للسوق الذي تغيّرت معنوياته ولم تتغير أساسيّاته بعد.
تغيير أنماط السوق بهذه السرعة قد يُخل في التوازن مما قد يُحتّم على المملكة والتي كانت جاهزة لسد فجوة العجز في الإمدادات جرّاء العقوبات إلى تغيير الاستراتيجية لتقليص الإنتاج للحفاظ على أساسيات السوق والتي لازالت قوية بعد جهود قرابة عامين من ادارة اوبك+ للسوق بنجاح، في حين واصلت أسعار النفط انخفاضها إلى قرب أقل مستوياتها في عام مع زيادة مخاوف تباطؤ الطلب على النفط بناء على تقارير وكالة الطاقة الدولية ومنظمة أوبك والتي خفّضت من توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2019 في تقريرها للشهر الرابع على التوالي.
جاء انخفاض الشحنات النفطية السعودية إلى الولايات المتحدة في شهر نوفمبر إلى نحو 600 الف برميل يومياً (تقريباً اقل من نصف شحنات أشهر الصيف) بسبب انخفاض الطلب لموسمية الصيانة الشتوية في مصافي التكرير الأمريكية، ولا أرى صحّة لما يدّعيه الإعلام النفطي الغربي بأنها استراتيجية سعودية لإرسال شحنات أقل إلى المصافي الأمريكية كردّة فعل بعد الإعفاءات الأمريكية لصادرات ايران النفطية، حيث أنه تم جدولة شحنات شهر نوفمبر قبل شهر عندما كان سعر خام برنت قرابة 85 دولار للبرميل كما هو موضح في الشكل المرفق، ولإيضاح بطلان تحليلات الإعلام النفطي الغربي يجب التنويه الى التالي:
– أرامكو السعودية تمتلك أكبر مصفاة تكرير في امريكا والتي تتعدّى طاقتها الاستيعابية الـ 600 الف برميل يومياً.
– ارتفاع المخزونات الأمريكية للأسبوع الثامن على التوالي.
– إنتاج امريكا النفطي وصل إلى مستويات قياسية.
– بعد انتهاء موسمية الطلب على البنزين في الصيف، هبطت هوامشه الربحية في امريكا إلى أدنى مستوياتها في أربعة أعوام تقريباً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال