الموارد البشرية ورؤية 2030 (1)

التحول إلى إدارة الموارد البشرية الحديثة

لأن تحقيق رؤية مملكتنا الغالية 2030 وبرامجها ومبادراتها هي مسئولية متكاملة على جميع فئات المجتمع، فالرؤية لهم وبهم تتحقق، لذلك في هذه السلسلة من المقالات سنبرز دور الموارد البشرية في تحقيق رؤية 2030 ونلقي الضوء على الأهداف والمبادرات والبرامج المنبثقة من الرؤية عن الموارد البشرية في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، ولأن الموارد البشرية هي أساس سوق العمل وهي العمود الذي يبنى عليه الإقتصاد في أي دولة في العالم لذلك أولت الرؤية أهمية كبيرة لدور الموارد البشرية في تحقيق أهدافها.

ومن المبادرات التي تهتم بالموارد البشرية هي التحول إلى إدارة الموارد البشرية من خلال تغيير ثقافة العمل الإداري وضمان تحول الجهات الحكومية من مجرد العناية بالموظفين إلى الإهتمام بإدارة الموارد البشرية الحديثة بشكل ممنهج من خلال تعزيز الجانب الإستراتيجي للموارد البشرية وذلك لتحقيق التميز في الأداء الحكومي. 

حيث تم إطلاق برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية ضمن برنامج التحويل الوطني 2020 والذي يعمل على مراجعة شاملة ودقيقة للأنظمة واللوائح وتهيئة البيئة الإدارية بالمملكة للإنتقال إلى مفهوم الموارد البشرية الحديثة بدلاً من شئون الموظفين، ويتيح البرنامج فرصاً هائلة للتطوير من خلال التدريب الوظيفي للموظفين، وإدارة الأداء والتطوير، والتدريب والتوجيه، والدعم النفسي والجداني، وإدارة المواهب، وتخطيط القوى العاملة، وتطوير القيادات. 

ويهدف البرنامج بشكل أساسي إلى رفع جودة أداء الموظف الحكومي وإنتاجيته في العمل، وتطوير بيئة العمل، ووضع سياسات وإجراءات واضحة لتطبيق مفهوم الموارد البشرية، وإعداد وبناء القادة من الصف الثاني. 

حيث يتم تطبيق البرنامج على كافة الأجهزة الحكومية ويكون مدير إدارة الموارد البشرية مرتبط بشكل مباشر مع الوزير أو رئيس الجهة الحكومية، ويتم الإبقاء على الإدارة العامة للشئون المالية والإدارية بجميع إداراتها عدا إدارة شئون الموظفين ويتم تحويلها إلى مسمى إدارة العمليات تحت إدارة الموارد البشرية. 

تتكون الإدارة العامة للموارد البشرية في شكلها الحديث من ثلاثة أقسام رئيسية:    

أولاً: إدارة العمليات وتقوم بجميع المهام الوظيفية التي كانت موكلة لإدارة شئون الموظفين السابقة مثل التوظيف والتكليف والنقل والأجور والمستحقات وغيرها.

ثانياً: إدارة تطوير الموارد البشرية وهي أهم وأكبر إدارة رئيسية وهدفها تطبيق سياسات تخطيط وتطوير الموارد البشرية بما يضمن الرفع من كفاءتها وفاعليتها ويقع على عاتقها عدد من المهام المرتبطة بالتطوير مثل إعداد خطة الموارد البشرية، إعداد وتنفيذ ومتابعة خطة التعاقب الوظيفي، إعداد وتنفيذ خطط إدارة المواهب، المشاركة في إعداد الهياكل التنظيمية والوظيفية، إعداد وتنفيذ خطط تطوير القيادات، وكذلك خطط المسارات الوظيفية، إدارة أداء الموارد البشرية، تحديد الاحتياجات التدريبية للموارد البشرية في الجهة أو الوزارة والتنسيق مع الوحدات المختصة لتلبية تلك الاحتياجات. 

ثالثاً: إدراة التواصل الداخلي وهي مهتمة بخدمة الموظفين في كافة قطاعات الجهة وإداراتها وفروعها في المملكة وتهتم بتواصل الموظف مع باقي الموظفين، مع الإدارات الأخرى، ومع مسئوليه لضمان توافر بيئة عمل محفزة. ويقع على عاتق هذه الإدارة الهامة عدة وظائف ومهام مثل تفعيل قنوات التواصل الداخلية للموظفين وتحليلها، إستقبال الموظفين الجدد وتهيئتهم وتعريفهم بنظام العمل وإجراءته، تلقي التظلمات والشكاوى ورفعها للجهات ذات العلاقة، تحسين بيئة العمل وقياس مدى الرضا الوظيفي والارتباط المهني، تفعيل برامج الولاء الوظيفي، وكذلك برامج السلامة المهنية. 
وبالفعل قد بدأت العديد من الوزارات والجهات الحكومية في بدء تطبيق هذا البرنامج والتحول إلى إدارة فعالة للموارد البشرية من خلال سياسات وإجراءات واضحة تؤدي إلى بيئة عمل متميزة تحاكي أفضل الممارسات والتقنيات الحديثة في مجال الموارد البشرية على مستوى العالم وذلك لتحقيق التميز في رأس المال البشري في القطاع الحكومي ليصبح عالي الأداء والإنتاجية.