الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ظهرت لنا في الأيام الماضية شخصية في منصة تويتر اسمها أم سعود. سبقها حملة إعلانية عن طريق إعلانات الطرق والمشاهير وفي منصات التواصل الاجتماعي بهدف متابعة حسابها في تويتر. ظهرت أم سعود في بحساب موثق قارب متابعيه المائة ألف خلال يومين من اطلاقه.
الحساب حتى الآن يدور حول شخصيتين تتعلق بموضوع واحد. الشخصية الرئيسية هي أم سعود أما الأخرى فهي ابنتها بدور والتي تتعلم القيادة وحديثة عهد بها بعكس والدتها التي تعلمت القيادة منذ أربعين عام، وأما الموضوع فهو ما يخص قيادة السيارة وقواعد المرور. ظهرت حتى الآن ثلاثة مقاطع فيديو كتالي:
الأول: تغريدة استفتاحية تظهر فيها بطلتنا وهي تدعوا لمتابعة حسابها على تويتر ويظهر في المقطع صور وأصوات لسيارات المرور.
الثاني: تغريدة عن أول حلقة مع ابنتها بدور وهو مؤشر من أن الحساب سيقوم على حلقات متسلسلة. ظهرت بطلتنا وهي تعلم ابنتها القيادة ثم احتفلت مع ابنتها باستلامها للرخصة بقصيدة تدعوا لها ولجميع الفتيات بالحفظ والتوفيق.
الثالثة: تغريدة عن رجال المرور والدعاء لهم مرفق بمقطع فيديو يوضح عدم الخوف من رجال المرور لأنهم أبنائنا ومراعاة الآداب العامة عند الوقوف أمامهم وهي خفض صوت المسجل والتحدث بصوت هادئ متزن. ثم ظهر في آخر الفيديو عبارة “طويل وقوفهم..كل هذا من أجل أمنك..ساعدهم”.
ظهرت تغريدات من حساب بطلتنا أثناء ذلك إما ردود على بعض المغردين أو تغريدات بضرورة التقيد بأنظمة السلامة أثناء القيادة مثل ربط حزام الأمان وعدم استخدام الجوال أثناء القيادة. باستثناء تغريدة واحدة وهي، متى آخر مرة كلمت أمك وطمنتها عليك؟.
من الواضح من أن الحساب يتبع المرور بطريقة أو بأخرى بحكم أن المحتوى يدور حوله. وكما أفاد العديد من المتخصصين في التسويق عبر تغريداتهم في تويتر من أنه لو ثبت فعلياً انتماء حساب أم سعود للمرور فإنها خطوة ذكية لامتداد العلامة
Sub-Brand والمحافظة على هوية الجهة الحكومية التي تتبعها.
من وجهة نظري أرى أن اختيار شخصية أم سعود هو اختيار ذكي. فمن ناحية المظهر الخارجي والفئة العمرية واللهجة التي ظهرت بها، أرى أنها شخصية أم سعودية أصيلة بدأت بالإنحسار مؤخراً، قد نسمع عنها ولا نراها خصوصاً للفئة العمرية الأصغر سناً تحت ٤٠ سنة والتي قد تستهدفها هذه الحملة أكثر من غيرها. فاختيار عامل الأصالة authenticity في تلك الشخصية أرى أنه من أكثر العوامل جاذبية في أم سعود. ومن اللافت للنظر من أن لهجة الحساب متوافقة كثيراً مع لهجة الشخصية في مقاطع الفيديو.
أما بالنسبة لعدم وجود تصريح للمرور بتبعية هذا الحساب له فإني حقيقة -إذا كان يتبعه فعلاً- أرى أنها خطوة قد تساهم في أخذ تعليمات أم سعود بشكل أكثر تقبلاً. فالنفس بطبيعتها تسأم من النصائح والتعليمات. لكن إذا أتت من شخصية حرة حقيقية توضح التعليمات بلسان أم تخاف على أبنائها فإن التأثير والتقبل قد يكون أكثر. كذلك قد يكون معرفة الناس بأن أم سعود شخصية وهمية وتمثيلية تتبع لجهة معينة قد يقلل من تأثيرها مقارنة من أن تكون شخصية مستقلة حقيقية. وهذه بالطبع افتراضات قد يؤيدها الواقع وقد يخالفها. وأرى أن تغريدة بطلتنا فيما يخص (متى آخر مرة تواصلت مع والدتك) تعطي هذا الانطباع الصادق الحقيقي من أن أم سعود ليست فقط تعطي تعليمات مرورية ولكن تعطي قيم ومبادئ كاملة كأم مما يدعم بشريتها وحقيقتها.
خلاصة القول، سعيدة بوجود أم سعود وبهذا الحراك التسويقي الاجتماعي المبدع الذي ظهر مؤخراً بنكهة شبابنا. وأتطلع لمشاركتها في جائزة المبدعين “جائزة رواد التسويق” في دورتها الثالثة لهذا العام.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال