ما لا يفهم لا يقرأ

أكثر ما يميز سوقنا المالي عن اسواق العالم الاعلانات التصحيحية والاعلانات الالحاقية، وهناك ايضا اعلانات لا تفهم الا من عناوينها اما محتواها فبحاجة الى اخصائي تفكيك شفرات، ولا ادري كيف تقوم شركة بالإعلان عن استحواذ ومن ثم تأخذ الموافقات ومن ثم تقوم بتوقيع اتفاقية نهائية ومن ثم تلغي كل هذا والجمعية العمومية مجرد متفرجين في الساحة. ولا يفهم ايضا لماذا تكتب بعض الاعلانات بطريقة يصعب معها فهم المحتوى. واتساءل مثل غيري اين هيئة سوق المال من هذا كله؟ بعض الاعلانات ذات طابع فكاهي لما تحتويه من تناقضات، لكن لا بأس طالما كان المحتوى مفهوم.

المطلوب بكل بساطة مراجعة الاعلان قبل نشره وليس بعد نشره، واقصد من قبل الهيئة. والمطلوب من الشركات اخذ محتوى اعلاناتها بجدية حتى لا تتحول الى تندر وسخرية. جدية الاعلانات وعدم تعقيبها بتصحيح او شرح او نحوه مسؤولية الهيئة قبل اي شي ولا يمنع ابدا ان تغلظ الغرامات على الشركات المتقاعسة ولكن كل هذا يجب ان يكون خلف الكواليس وبعيدا عن ساحة الإعلانات.

الاعلانات ومحتواها أحد اركان سوق المال، ومنها تحفز المضاربات و توجه الاستثمارات، وعليه لابد ان تأخذ اهتمام بالغ من هيئة السوق المالية، كما ان الشركات عليها مسؤولية اتقان صياغة محتوى اعلاناتها، وذلك حق عليها من مساهميها و مسؤولية تجاه السوق