الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يقال: “الشيء بالشيء يذكر”، لذلك فإننا حين نتحدث بلغة إدارة المشاريع ومنهجيات الإدارة المستحدثة بتنوع أساليبها، فحضر “أجايل Agile” أخذا نصيب الأسد في حلبة النقاش، فلعلي أوفق في توضيح هذه المنهجية في مقالي هذا.
يعد “أجايل Agile” منهجية لتطوير البرمجيات، وتم استحداثه في أول الألفية كأسلوب لإدارة المشاريع وتنظيم سير عمل خططها بمرونة أكثر. ومصطلح “أجايل Agile” تعود ترجمته الحرفية إلى الشيء خفيف الحركة أو المرن ذو الرشاقة، ولهذه المنهجية من اسمها نصيب وافر، فهي تعتمد بشكل أساسي على ميزة تسليم المخرج المخطط لتطويره أو الاستراتيجية المخطط لها بشكل متدرج وعلى دورات زمنية ثابتة مجدولة للعميل.
وتفسر فلسفة هذه المنهجية بأن أسلوب “أجايل Agile” الذي يعتمد على تدقيق وفحص المشروع منذ نشأته باستمرارية تتابع في مختلف مراحله وبشكل دوري تكسبه إمكانية التحقق، ومراجعة نتيجة العمل في كل مرحلة؛ للتأكد من توافق نتائجه مع متطلبات العميل، أو مع متغيرات البيئة المحيطة للسوق بمختلف عواملها المؤثرة والمتغيرة ديناميكيًا.
هذه الميزة التي يتسم بها المشروع المطبق وفق منهجية “أجايل Agile” تكسبه سمة نوعية تمكن طاقم الإدارة في المشروع من تصحيح أي خطأ غير متوقع بأقل تكلفة وضرر ممكن وبسرعة بالغة، وهذا ما يضمن انعكاس نتيجة تكون أقرب للتصور النهائي الذي تم التخطيط له في بداية المشروع. ولعل اتسامه بهذه الصفات يجعلنا نستشف من أن هذه الآلية تتناسب بشكل أكبر مع المشاريع التي تتصف بيئة عملها بالتغيير السريع.
وكعميل ينتظر مخرج مشروعه النهائي فإن “أجايل Agile” يكسبه ميزة السرعة في تسلم المشروع، والقدرة على التدخل في مراحل تطويره، عوضا عن منهجية الدراسات التفصيلية التقليدية التي تستغرق شهورًا وتعرض المشروع بشكله النهائي دون أن يطلع العميل على مراحل العمل أو يتدخل فيها. وهذا ما لم تتمكن المنهجيات التقليدية من مواكبته جراء التطور والتغييرات السريعة التي تتوافق مع متطلبات المشروع، فهي تبقي باعتمادها على تكاليف كبيرة، تكون فيه التغييرات ذات تكلفة عالية جدًا.
ومن أهم القيم التي تفعلها منهجية “أجايل Agile” وتكسبها ميزة تنافسية من وجهة نظري، هي أخذها بعين الاعتبار لقيمة التفاعل بين الأشخاص بشكل أكثر أهمية من أدوات العمل، بطريقة تضمن تركيز واهتمام على أفراد الفريق وتوفر بيئة تفاعلية بينهم عوضًا عن إهدار الجهد بالتركيز على منهجية سير العمل، كون الأدوات والمنهجيات الخاصة بالعمل تستخدم من قبل الأشخاص، ولن تحقق إنجازًا أو قيمةً مضافة من دون أشخاص مؤهلين قادرين على استخدامها وتفعيلها بالشكل المثالي والذي يضمن إنجاز المطلوب على أكمل وجه.
ولعل المرونة في هذه المنهجية تعد قيمةً لا تضاهى فيها، فالعاملين وفقًا لهذا الأسلوب يعيرون أهمية للاستجابة إلى التغييرات وإمكانية تحقيقها أكبر من أهمية اتباع الخطة الأساسية لسير العمل. فالعميل هنا هو سيد الموقف، وتنفيذ تغييراته والأخذ برأيه عند عرض المشروع عليه بمراحله المختلفة لها أولوية كبرى تُرجى على ما تم التخطيط له.
فإن كنت تبحث عن البساطة، المرونة، التطوير، بأقل التكاليف وفي أقل وقت ممكن وبمخاطر أقل يضمن لك سهولة توقع التكاليف المستقبلية في مراحل بناء مشروعك، بشكل مضمون الجودة ومطبق بتدقيق مرحلي ومستمر تبعًا لمتطلباتك، فقد وجدت ضالتك في “أجايل Agile”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال