الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كانت ضحكة الكاتب الكبير والوجه الإعلامي المألوف كافية حتى اعرف ما مدى سذاجة سؤالي الذي سألته اياه ونحن نجلس في غرفة انتظار احد القنوات التلفزيونية.
فلا املك من الخبرة الأعلامية إلا عامين فقط في مجال الكتابة والظهور المرئي .
برغم ذلك يمتلكني شعورا دائم بأن احدا ما سوف يتصلبي .
لا اعرف ما مصدر هذا الشعور لكن هكذا كنت اتخيل ان اي كاتب يظهر على قنوات محلية وخارجية يتحدث باسم الوطن لا بد ان جهة ما تمثل الوطن تتصل فيه .
ليس من اجل توجيهه في الكلام الذي يقوله ولكن لدعمه وتقديم كل المساندة التي تعينه على ابراز وجهة نظره .
فعلى سبيل المثال عندما اتحدث عن الطاقة النووية وتخصيب اليورانيم في المملكة فأنا بحاجة الى كل الخلفية التاريخية للطاقة النووية في المملكة والمنطقة التي يمكن نشرها، وعندما اتحدث عن تأثير العقوبات النفطية على إيران فأنا بحاجة الى الخلفية التاريخية للنفط الإيراني واحتاج الى معلومات الإنتاج وقدرة الإنتاج السعودي .
ومهما كانت قدرات المتحدث السعودي ، ومهما كانت الحقائق ساطعة كالشمس فهذا لا يكفى لإدارة حرب إعلامية يقف فيها المتحدث السعودي وحيدا امام قنوات وإعلاميين يدارون من قبل وكالات استخبارات وإمكانيات دول .
لا انسى ابدا معاناتي والوقت الطويل الذي امتد لاشهر حتى استطعت الحصول على ارقام وحوادث موثقة تمكني من كتابة مقالة في تاريخ النفط الايراني وعلاقته في السياسة .
ولو كان هناك جهة تمدني بكل تلك المعلومات الموثقة لتعزز موقفي اكثر في كشف الحقائق .
كنت اعتقد ان بسبب خبرتي في المجال الإعلامي القليلة فلم اصل للدرجة التي استحق فيها الحصول على ذلك الاتصال .
لذلك عندما التقيت صدفة بالكاتب السعودي الكبير والوجه الإعلامي الشهير في الاقتصاد والنفط في احد غرف الإنتظار التابعة لقناة عربية حتى قفزت بجانبه لأسئله مباشرة هذا السؤال :
– لي عامين ولم يتصل بي احدا .. متى وكيف تعتقد انه سوف يتصل فيني؟
– ضحك وجلجلة ضحكته المكان وقال:
وانا لي 15 عاماً ولم يتصل فيني احد ..
وتابع “اذا لم تكن كتاباتك وظهورك الإعلامي بدافع حب الوطن والشغف في داخلك فالأفضل ان تجلس في بيتك”.
صدمني كلامه .. وهو يكشف حقيقة لا ارغب في تصديقها هل سوف استمر وحيداً اتحدث بإسم الوطن ..؟؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال