الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تلقيت مكالمة هاتفية بُعيد انتهاء جلسة نقاش الميزانية الغير مسبوقة حجماً والتي عقدت يوم الاربعاء الماضي في فندق الرتز كارلتون من صديق عزيز قال: ” سرني ماسمعت من شفافية في الطرح والنقاش بينكم كمتخصصين في المجال الاقتصادي”. قلت: ” نحن متعودين على هذه الشفافية مع صناع القرار في مثل هذه اللقاءات المتخصصة”.
الحمد لله أن مداخلتي أثناء اللقاء في الجلسة الاولى بحضور أصحاب المعالي وزيري المالية والاقتصاد والتخطيط ومحافظ مؤسسة النقد قد حضيت بإجابة كاملة وشفافة تدحض كلام كل مغرض أو عدو أو متعاون مع عدو، أما ماينقل بعد ذلك محوراً أو مبتوراً فهذا يدرج ضمن (وما آفةُ الأخبار إلا رواتها).
لذلك قبل أن أتحدث عن الميزانية أودّ ان أوضح وجهة نظري عن نقل جزء من النقاش “مبتور” وليس كله علماً أنني لم أكن أعلم أنه منقول على الهواء ثم أن هناك نقاشات جانبية ايضاً مع المسؤولين بعد اللقاء سمعنا منهم وجهات نظر مقنعة لأنهم يَرَوْن الصورة من عدة زوايا وليس زاوية واحدة كما يراها رجل الاعمال أو المواطن العادي، ثم أن هذا النقاش أشبه مايكون بنقاش بين علماء يتحدثون عن مسألة فقهية تخص طهارة ماء معين، لذلك لايمكن نقل جزء من النقاش كإفتراض انها فتوى معينة.
أما من ناحية الميزانية فأنني أودّ الإيضاح انها وبكل المقاييس ميزانية غير مسبوقة خاصة وأننا نعايش مجموعة من التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومع ذلك أستطعنا أن نملك هذه الأرقام الغير مسبوقة وسنرى نتيجة ذلك على أرض الواقع بإذن الله في غضون السنوات الثلاث القادمة. ونحن على ثقة بأن نتائجها الخيرة سنجدها قريبا على أرض الواقع وسنلمسها كمواطنين أولاً في هذا البلد المعطاء وكوافدين ينعمون من خيره وأيضاً كرجال وسيدات اعمال يغتنمون الفرص نحو المشاركة في التنمية.
ثمة نقطة هامة يجب الإشادة بها وهو توجه الحكومة في إشراك القطاع الخاص وإعطائه مساحة غير مسبوقة من المشاركة، وفي ذلك اللقاء تم إعطاء القطاع الخاص مقعداً على منصة الوزراء المتحدثين ممثلاً بوجود أخي وصديقي ابو راكان محمد ابونيان الذي عبر عن وجهة نظرنا بشكل جيد وهذا المقعد سيتناوب عليه العديد من رجال الاعمال مستقبلاً ممن يشهد لهم بالنزاهة والإستقامة والكفاءة في تمثيل قطاعهم.
ثم لاننسى أن هناك مراجعات وتصحيح لبعض القرارات الحكومية التي أثبتت أثر سلبي أو عدم تحقيق نتائج إيجابية وهذا دليل على معايشة الواقع وقياس أثر أي قرار صادر من الوزارات ونتيجة إيجابية لأي نقاش معها.
كل هذه النجاحات لايعني أنه لايوجد سلبيات مستمرة فقياس المسؤول المشرّع أحياناً يختلف عن قياس من يعاني من القرارات وخير دليل خروج كثير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من السوق وتحولهم من الاستثمار وخلق وظائف إلى البحث عن وظائف وبالتالي زيادة نسب البطالة التي يتم متابعتها ومعالجتها من وزارة العمل وهذه هي طبيعة التغيير والتحول.
ثم أنه لاشك أن كثيراً من رؤوس الهرم في الوزارات والهيئات ووكلائهم يبذلون جهوداً جبارة نحو التسهيل على المواطنين لكن عند النزول للإدارات السفلى تشعر بالفرق في التفكير وروح المسؤولية ربما نتيجة كثرة المهام وزيادة جرعة الطموحات مما يؤثر على المخرج النهائي وبالتالي فإنه وجب على رؤوس الهرم والوكلاء إعطاء المزيد من مساحة الاتصال والتواصل والنقاش والحرص على خدمة المواطن وتلمس الخلل في التطبيق الذي هو أمر طبيعي، أما الغير طبيعي فإهماله والذي أجزم أن الجميع يحرصون على تحاشيه بكل جد وأجتهاد .
إذا كان هناك من خلاصة وختام فأنني أختم بأهم وأخطر مهمة يجب علينا جميعاً كمواطنين وبكل طبقاتنا وهو الاهتمام بالأمن والإستقرار والعمل على وعي أهميته وأننا مستهدفون من الأعداء، لذلك علينا كمواطنين الوقوف مع الوطن وولاة أمره ضد اعدائه وضد من يتعاون من أبناء جلدتنا مع عدونا ويظهر أمامنا بالمصلح النزيه.
لأنه متى ماحافظنا على الأمن والإستقرار نكون قد حصنّا الوطن بأهم حصن، ومع الأمن والإستقرار كل شي قابل للإصلاح والتعديل والتطوير ومع غياب الأمن يغيب كل شي ، نعم كل شي ولنا في بعض الدول خير مثال .
حفظ الله وطننا وولاة امرنا من كل مكروه وتحية تقدير وإجلال لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان، والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المعلمين محمد بن عبد الله وآله وصحبه اجمعين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال