الموارد البشرية ورؤية 2030 – السلامة في مكان العمل

استكمالاً لأدوار ووظائف إدارة الموارد البشرية الحديثة والتي يسعى برنامج التحول الوطني 2020 من خلال مبادراته وبرامجه التحول إليها لتحقيق التميز في العمل الحكومي، ولأن أساس التميز في العمل هو كل ما يرتبط بالموظفين لذلك تولي المنظمات الحكومية التي تتسم بالفعالية والإنتاجية والقدرة التشغيلية أهمية كبيرة للسلامة في مكان العمل بالنسبة للموظفين. ولأن رؤية الممكلة 2030 تسعى لتوفير بيئة عمل صحية ومحفزة وأكثر إنتاجية لذلك سنتحدث اليوم عن السلامة في مكان العمل والعناصر والاجراءات اللازمة لتحقيقها. 

ولتحقيق السلامة في مكان العمل يتم إدارة المخاطر بهدف الحفاظ على موظفي المؤسسة وضمان سلامتهم بشكل دائم، من خلال الوقوف على جميع المخاطر الموجودة في مكان العمل ومن ثم ترتيب أولويتها وذلك للحد منها والسيطرة عليها. وهناك ثلاث مستويات للمخاطر التي قد تواجه الموظفين في مكان العمل المستوى الأول: بيئة العمل المادية ومخاطرها مثل المخاطر البدنية والكيميائية والحيوية والمخاطر الميكانيكية ومخاطر الطاقة والتنقل، المستوى الثاني: بيئة العمل الاجتماعية والنفسية ومخاطرها قد تؤدي إلى ضغط نفسي أو عقلي مثل التظلمات والخوف من فقدان العمل أو الخلل بين الحياة العملية والحياة الشخصية، والمستوى الثالث والأخير: الموارد الصحية الشخصية ومخاطرها قد تنتج عن نشاط بدني، أو تدخين، أو نظام غذائي، أو موارد الوقاية الطبية بالمؤسسة. بيئة العمل المادية هي الأكثر تهديداً للعاملين نظراً لأن خطورتها مباشرة وقاتلة، لذلك فإن أماكن العمل الغير آمنة على المستوى المادي ينتج عنها أضرار وإصابات جسيمة كما تؤثر سلباً على المستويين الآخرين. لذلك على المؤسسة أن تولي اهتماماً كبيرة بالسيطرة على المخاطر التي قد تنتج من بيئة العمل المادية. 

من خلال تطبيق مجموعة من التدابير والإجراءات والعمليات  يمكن لأي مؤسسة تطبيق السلامة في مكان العمل، بداية يجب أن يتم تحديد المخاطر من خلال إعداد قائمة طويلة للمخاطر الموجودة في مكان العمل، ثم يتم تحديد المخاطر ذات الأولوية من خلال تقييم مدى خطورة كل حادث واحتمالية وقوعه ويتم تقسيم المخاطر إلى ثلاثة فئات مخاطر مقبولة، ومخاطر يمكن التعامل معها، ومخاطر غير مقبولة، ويتم تركيز الجهود على منع التعرض للمخاطر الغير مقبولة أو التخفيف من حدتها أولاً فهي المخاطر ذات المستوى الأعلى من الخطورة. بمجرد تحديد المخاطر وتحديد أولويتها تقرر المؤسسة كيفية السيطرة عليها من خلال استخدام التدابير المناسبة مثل إزالة المخاطر، أو استبدالها، أو عزلها، أو تطبيق الضوابط الهندسية لمنع وقوعها، أو تطبيق ضوابط إدارية، أو استخدام معدات للوقاية الشخصية. ثم تأتي خطوة تنفيذ التدابير للسيطرة على المخاطر والتي تم تخصيصها لكل نوع من أنواع المخاطر، ويجب على المؤسسة أن تقوم برصد مستوى التأهب للمخاطر وتسجيل أية مخاطر جديدة وكذلك تسجيل الحوادث من خلال تقارير الحوادث. 

يعد ضمان سلامة مكان العمل، وتأكد الموظفين من عودتهم إلى منازلهم سالمين في نهاية كل يوم هو من الاشتراطات الأساسية للتشغيل السلس والناجح لأي منظمة حكومية تسعى لتحقيق التميز فيها. بالإضافة إلى أن ضمان سلامة الموظف من الالتزامات القانونية فإن سلامته تضمن نجاح المؤسسة على المدى البعيد.

وقد أطلقت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية البرنامج الوطني الإستراتيجي للسلامة والصحة المهنية وذلك كإحدى مبادرات الوزارة في برنامج التحول الوطني 2020 وللمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 وذلك لأهمية دور السلامة والصحة والمهنية في مكان العمل في تعزيز جاذبية بيئة العمل والذي يؤدي بدوره إلى جذب الكوادر الوطنية وإيجاد سوق عمل تنافسي وفاعل يعزز من مكانة اقتصاد المملكة.