الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يتفق مديرو ورؤوساء المؤسسات الحكومية بالمملكة وكذلك العاملين بالقطاع الخاص على أهمية تطوير الموظفين، لأن أداء أي جهة أو مؤسسة وتحسن نتائجها وإزدهارها يرتبط بأداء موظفيها الفردي، لذلك الاستثمار المستمر في عملية تدريب وتطوير الموظفين من الركائز الأساسية لتحقيق التميز في العمل الحكومي والقطاع الخاص. وتولي رؤية 2030 أهمية كبيرة لعملية تطوير الموظفين وقد شمل برنامج التحول الوطني العديد من المبادرات المرتبطة بهذه العملية لكن سنتحدث اليوم عن التطوير الداخلي لموظفي كل مؤسسة وكيفية تحقيق تنفيذ عملية التطوير بشكل فعال ومؤثر يؤدي إلى نتائج إيجابية على أداء المؤسسة ككل.
ولأن التدريب والتطوير عملية مستمرة داخل المؤسسة من خلال عدد من الأنشطة التعليمية التي تؤدي إلى تحسين أداء الموظفين فتشمل متابعة التقدم الذي يحرزه كل موظف داخل المؤسسة وتحديث عملية التدريب باستمرار وبالتالي بإلإمكان ملاحظة النتائج بشكل مباشر على العمليات اليومية للمؤسسة. وتتم عملية التدريب والتطوير في إطار يتكون من أربع عمليات رئيسية: العملية الأولى تصميم دليل التدريب وأساسها تحديد الاحتياجات التدريبية للمؤسسة، و تصميم البرامج التدريبية بناءً على الدور الوظيفي والأداء، العملية الثانية يتم من خلالها تحديد الاحتياجات التدريبية الفردية فيتم وضع برنامج تدريبي لكل موظف في المؤسسة على حدة ويتم إعداد برنامج تدريبي لكل موظف بناءً على وصفه الوظيفي ومستوى أداءه، ثم يتم من خلال العملية الثالثة تخطيط وتنفيذ تلك البرامج التدريبية بالطرق المختلفة، وأخيراً يتم قياس أثر ذلك التدريب من خلال إستبيانات لقياس رضا المتدربين والحصول على ملاحظات مديريهم فيما يتعلق بتحسن أدائهم الوظيفي، ومن خلال عملية التقييم يتم تحسين البرامج التدريبية باستمرار.
تكمن أهمية التدريب والتطوير في أي مؤسسة في تطوير رأس مالها البشري من خلال إكتساب الموظفين معارف ومهارات تساعدهم في تنفيذ أدوارهم الوظيفية بكفاءة وفعالية، وتتيح عملية التدريب قياس المكتسبات التي حصل عليها الموظفون والتي تتيح له التقدم في مساره المهني بنجاح وتنعكس على أداءه الفردي ومن ثم أداء القسم وأداء المؤسسة ككل. ومن المزايا والمكتسبات التي يحصل عليها الموظف خلال عملية التدريب والتطوير: اكتساب معارف ومهارات جديدة تساعده على أداء دوره في المؤسسة، تعزيز المعارف والمهارات الموجودة لدى الموظف لزيادة القيمة المضافة التي يضيفها للمؤسسة، معالجة نقاط الضعف لدى الموظف وتحويلها لنقاط قوة، خلق شعور بالرضا لدى الموظف لعلمه بأنه يحظى بدعم مستمر من المؤسسة التي يعمل بها، زيادة الإنتاجية في المؤسسة لتمكينها من أداء دورها بشكل أفضل، تأثير التقدم الفردي الإيجابي على المؤسسة ككل.
عملية التدريب والتطوير عملية هامة ولها دور مهم ومؤثر ولا يمكن تنفيذها إلا من خلال تضافر الجهود من جانب عدد من الأطراف المرتبطة بعملية التدريب والتطوير، فتعمل وزارة الخدمة المدنية على تنظيم السياسات واللوائح الخاصة بالتدريب والتطوير كذلك تقوم بعمل تفتيش مفاجئ لضمان إلتزام المؤسسة بالسياسات المحددة، من جهة أخرى يشارك أخصائيو التدريب والتطوير في تحديد البرامج التدريبية كما يشاركون في تدريب المدربين والمعلمين والموجهين، ويتولى فريق التدريب مسؤولية تنفيذ البرامج التدريبية، كما يشارك موظفو الموارد البشرية القائمون على إدارة الإداء في تحليل تقييمات الأداء الخاصة بالموظفين. وتشارك إدارة تقنية المعلومات في المؤسسة من خلال تقديم الدعم التقني للبرامج التدريبية الإلكترونية، كما يقوم مديرو الإدارات المختلفة في المؤسسة بالمشاركة من خلال تقييم تحسن موظفيهم في أداء وظائفهم، فمن خلال الجهد المبذول والمشترك لجميع الأطراف يمكن إتمام عملية التطوير والتدريب بالشكل الفعال والمؤثر والمطلوب لتطوير مؤسساتنا الحكومية وتحقيق التميز المنشود، كذلك تطوير القطاع الخاص باستمرار والذي ينعكس على نمو اقتصادنا وازدهاره.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال