الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بعض الحقائق التي تثير الانتباه حول شخصية رجل مثل “بيل جيتس” لها ارتباط وثيق بالمبادئ التي يؤمن بها. تتعجب، حين تسمع منه تصريح بأنه لن يترك لكل ابن من أبناءه مبلغ من المال يزيد عن عشرة ملايين دولار لأن اتخاذ المال كهدف يعد بمثابة الإيذاء لهم أكثر من كونه وسيلة لإدخال السرور والبهجة على نفوسهم.
أذكر ذلك في هذا الوقت من العام تحديدا حيث وقع تحت يدي مقال يعرج على رؤيته للعام الجديد في نفس الوقت الذي يلخص فيه نتائج العام المنصر، وأحببت أن أستعرض معكم هنا بعض هذه الأفكار. يقوم “بيل” الذي ارتبطت منتجات شركته بحياتنا اليومية لدرجة لا يمكن الاستغناء عنها بهذا العمل منذ الطفولة حتى تحول إلى عادة سنوية لا يستغني عنها. فتقييم نتائج العمل والحياة الشخصية بشكل دوري هو منهج نشأ عليه ويستمتع به حتى هذا اليوم. ومن خلال هذه العادة يتابع بدقة إن كان تعلم شيئا جديدا يضيف لحصيلته المعرفية بالحياة في كل عام. أما على مستوى الابتكار، فهو يؤمن بأنه محفز لتحسين جودة الحياة ويسهم في رفاهية المجتمع، كما يهيئ السبل لإنقاذ أرواح البشر في مجالات أخرى كالطب على سبيل المثال.
التقنية بشكل عام هي مُمَكن يساعد على تحقيق هدف محدد، وبالتالي فإن تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي “حسب رؤية بيل” ربما تسهم عما قريب وخلال سنوات قليلة في متابعة مشاعر البشر خلال الاندماج بالعمل وإعطاء نصائح تساعد على استغلال الوقت بشكل أفضل. أما بالنسبة للعام الجديد فقد قرر الرجل الالتزام بالتعلم في مجالين رئيسيين أحدها هو التوازن بين الخصوصية والابتكار، وهذا قد يعطينا نحن مؤشر على شيء من توجهات البحث والدراسة في المرحلة المقبلة.
الجميل في المسألة، أن كل ذلك حدث في نفس الأسبوع الذي التقيت فيه بالزملاء في صالون الابتكار. هذا الصالون هو عبارة عن لقاء شهري يجتمع فيه محبي الابتكار والمهتمين بالمجال بهدف مناقشة ما يستجد في القطاع. ومن خلال تلاقي الأفكار ودراسة المنهجيات التي تكمل بعضها بعضا، يسعى الجميع للخروج بمنتجات تعود بالنفع على المجتمع.
خلال اللقاء تم استعراض مبادرة إسعاد وهي عبارة عن منصة توفر للمهتمين بمجال التدريب تقديم ما لديهم من برامج تدريبية مع اختيار جهة خيرية بحيث يعود ريع هذا الجهد لهذه الجهة. المسألة إذا بمثابة ابتكار في آلية تقديم العمل الخيري. وهذه الفكرة بحد ذاتها تولد لديك شعور بأن العمل الخيري يمكن أن يرتبط بشكل وثيق بالتعليم وتطوير الذات وهو أوسع بكثير من مفهوم العطاء المادي البحت.
أعود لبيل جيتس الذي يقرأ ما يقارب الخمسين كتابا في كل عام رغم ارتباطاته، لأنه يعتبر الاطلاع والمعرفة وسيلة أساسية للتعلم واختبار مدى الفهم. ولأني كنت في حيرة من أمري لعدة أيام وأنا أحدد التزامات العام الجديد، إلا أنني أجد من المناسب أن أضع هدفاَ يسير في ذات السياق فأحاول جاهداَ ألا ينقطع هذا المقال الأسبوعي على مدى العام الجاري على أمل أن ينعكس ذلك إيجابا على الحصيلة المعرفية بنهاية العام.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال