الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الدورة الاقتصادية عبارة عن تقلبات دورية تطرأ على النشاط الاقتصادي الحر فينتقل من حالة الإنتعاش أو النمو إلى حالة الركود أو الكساد الاقتصادي ثم ينهض من جديد من الركود إلى الإنتعاش وهكذا .. يصعب التنبؤ بالدورات الاقتصادية وتختلف مدتها من اقتصاد بلد إلى بلد آخر حسب قدرته على الخروج من مراحل الإنكماش إلى الرخاء والنمو ، وتسمى أيضاً الدورة الاقتصادية بدورة الأعمال Business Cycle تتمثل بالتقلبات في المتغيرات الاقتصادية الكلية مثل الناتج المحلي الإجمالي ، معدل البطالة ، مستوى التشغيل ، التضخم ، الإنتاج وغيرها.
يجب أن نفرق بين الدورات الاقتصادية التي تحدث لكل اقتصاديات العالم بشكل دوري وطبيعي وبين الأزمات الاقتصادية الغير طبيعية فهي تكون ناتجة عن اضطراب مفاجىء في النشاط الاقتصادي نتيجة إختلال إحدى القطاعات الاقتصادية – مثل أزمة الرهن العقاري الأمريكي 2008 –
أما بالنسبة إلى مراحل الدورة الاقتصادية فهنالك إتفاق على أنها تتكون من أربعة مراحل مع وجود إختلاف في مسمياتها وهي : الكساد (Depression ) والإنتعاش (Recovery) والرواج (Boom) والإنكماش (Recession) ، ويوضح الشكل التالي هذه المراحل.
1- تمثل مرحلة الإنتعاش نمو وارتفاع مستوى النشاط الاقتصادي ببطء وانخفاض في سعر الفائدة وإنخفاض نسبي في مستوى البطالة .
2- تتميز مرحلة الرواج أو القمة (Peak) بإرتفاع متزايد للمستوى العام للأسعار وتزايد في حجم الإنتاج الكلي وارتفاع مستوى التوظف عند أقصى حد.
3- مرحلة الركود تبدأ تهبط فيها الأسعار وترتفع أسعار الفائدة وتزداد مستويات البطالة وينخفض حجم الإنتاج والدخل
4- مرحلة الكساد وهي النقطة التي تأتي في أسفل جزء بالنشاط الاقتصادي تتسم بإنتشار البطالة وإنخفاض مستوى النشاط الاقتصادي وهبوط في الأسعار.
ماهي أسباب هذه الدورة ولماذا يتأرجح الاقتصاد لمرحلة ركود بعد أن وصل إلى مستوى اقتصادي عالي وسجل مستويات البطالة إلى أدنى حد وحقق التوظيف الكامل للموارد؟
عندما يشهد الاقتصاد تحسن عام وزيادة إنتاج ترافقها توظيف كامل للموارد ويكون الناتج المحلي الإجمالي عند أقصى حد له ومستوى بطالة عند أدنى حد ، وزيادة بالمعروض النقدي الناتج عن حالة التشغيل الكامل تبدأ تظهر لنا حالة التضخم وهي عند مرحلة ( القمة) فترتفع هنا الأسعار بشكل عام ويبدأ أصحاب رؤوس الأموال بخفض حجم العمالة ليحافظوا على أرباحهم فبالتالي ترتفع نسبة البطالة ( مرحلة الركود) أو يقومون بالإنسحاب من السوق بالتالي ينخفض الناتج المحلي الإجمالي ومن ثم الطلب الكلي ( مرحلة الكساد) ، فتنخفض الأسعار مصاحبة لإنخفاض الطلب الكلي فتتراجع مستويات التضخم ، ونتيجة لإنخفاض الأسعار يقوم المنتجين بزيادة كميات الإنتاج وبالتالي يرتفع الطلب على العمالة ، فيبدأ الناتج المحلي الإجمالي بالإزدياد وتتراجع معدلات البطالة وندخل مرة أخرى بمرحلة الإستعادة وهكذا..
لماذا لا تتحكم الحكومة بالدورة الاقتصادية وتمنع حدوث أي ركود اقتصادي ؟
لا تستطيع الحكومة التحكم بالدورة بشكل مطلق لكنها تتبع سياسيات نقدية ومالية لتحافظ على فترة الإزدهار وتسرع المرور بحالة الركود فمثلاً من إحدى سياساتها النقدية أن يقوم البنك المركزي برفع معدلات الفائدة لإمتصاص السيولة لمنع أو كبح التضخم ، أو أن تخفض معدلات الفائدة في السوق لزيادة عرض النقود وتسهل بدء مشاريع جديدة لخفض معدلات البطالة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال