الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التقيت بالأستاذ يوسف عبدالله البنيان الرئيس التنفيذي لسابك ونائب رئيس مجلس الإدارة قبل عدة أيام في البهو الرئيسي لجامعة الملك سعود في محاضرة تحدث بها عن “سابك” والرؤية ومدى مساندة التنوع لمواجهة المستقبل، أكد أن العنصر البشري هو العنصر الأساسي لتوسع وتطور الشركة وأنها تقدم الكثير من المساندات سواء للقطاع الخاص أو العام، ومنها البرامج التطويرية والتأهيلية اللتي قُدمت للجامعات والمؤسسات والجهات المعنية .
كان الأستاذ البنيان بمنتهى الشفافية والتواضع والرقي في استجابته للمهتمين بمواجهة “سابك” للمستقبل، فالجميع كانوا متفاعلين ومتفائلين بماطرحه الأستاذ مما أدى الى إطالة المحاضرة والتوسع في طرح الاستفسارات والتدخلات.
وبعد انتهاء المحاضرة تبادلوا الأسئلة والتجاوب في العديد بما يتعلق بالأفراد، التكاليف، التوظيف، والتغيرات المستقبلية وصولاً بالأسئلة الدقيقة، علقت أستاذة قديرة على المستفسرين قائلة “أن القهوة الآن ليس لها ميزانية”!! ما الذي يدفع قائدة اقتصادية لها مكانتها وحضورها ومركزيتها ذكر ذلك أمام نخبة من المجتمع؟ وياترى مالمقصود بتلك الإجابة ومالمغزى منه؟
عند الاستماع لهذا التعليق للوهلة الاولى يدور في الذهن تفسيرات مختلفة، فقد يكون المغزى من اجابة الأستاذة اثارة الهمم للمستفسر باعتباره صاحب عمل يجب عليه أن يدرس جدوى مشاريعه بالتفاصيل الدقيقة والمصاريف النثرية وصولا بميزانية القهوة والتي قد تكون قاسمة للظهر احيانا اذا لم يستعد لها، أو كونه موظف بسيط يطمح أن يكون أحد موظفي شركة عظيمة مثل شركة سابك فيجب عليه أن يحسم الأمر بأنه ليس مجرد منصب يستطيع بشغله أن يشرب قهوته مجاناً، أو قد تكون رسالة معنوية للمستهلك المدمن بأنه يمكن التوفير والإدخار باستغناءه عن قهوته، ومن الممكن أن تكون دعوة حرة للتفكر والتأمل والاستنتاج.
أخيرا .. بعد مقابلتي لتلك الشخصيتان رأيت ان القيادة الناجحة لاتعتمد على المادة ولا على الظروف الجيدة في بيئة العمل بل تعتمد على مدى تحفيز القائد للأفراد لبذل أقصى مالديهم من طاقات فيمكن لأي انسان ان يصبح قائدا على الفور إذا استطاع تعلم عناصر المعركة القيادية والتغلب على المشكلات الكبيرة، وجوهر القيادة هو إثارة همم الأفراد لتشجيعهم واظهار مالديهم من جهد لتحقيق الأهداف المطلوبة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال