الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
انتهيت من قراءة رواية “حياتك الثانية تبدأ حين تدرك أن لديك حياة واحدة”، وقصتها باختصار: أن شخصًا ادّعى بأنه متخصص في مساعدة الآخرين؛ ليكسب ثقة إنسانة تمر بأزمة، وأعطاها عدة أفكار ومبادئ لتتبعها في سبيل تحسين حياتها، وفعلاً نجحت في نهاية المطاف، واعترف المدعي في نهاية الرواية بأنه يعمل بوظيفة مهندس وليس له أي علاقة بتنمية الذات ومساعدة الآخرين، ولكن ما قام به هو رد دين سابق لشخص آخر قام بمساعدته. رواية جميلة صنعت يومي عن ما قد يحدثه البعض من أثر إيجابي في حياة الآخرين.
أجزم بأن مثل هذه القصص ليست خيالية، بل هي جزء من الواقع، وتحدث باستمرار في أرجاء المعمورة.
قبل عدة أيام، قرأت عن حدث جميل آخر قام به “مجلس شابات الأعمال” التابع لـ “غرفة الشرقية”. مبادرتهم الرائعة والرائدة التي أطلقوها بعنوان “طلعتنا اليوم”، هدفت إلى الابتكار في المشاركة المجتمعية بتحفيز القطاع الخاص، والمبادرة تقوم على تخصيص كامل الدخل لعدة جهات لأيام من شهر يناير لمركز “جود للرعاية النهارية”.
مبادرة كهذه لم تحفز القطاع الخاص فحسب، بل دفعت الناس إلى المشاركة، وقد زرت شخصياً أحد المطاعم المشاركة ورأيت تفاعل الناس مع الحدث.
قد تتردد بعض الجهات في المشاركة، أو قد تكون لها مشاركات ضعيفة في موضوع “المسؤولية الاجتماعية”، ولكنها بهذا تغفل عن عدة إيجابيات! ولعل أهمها هو: بناء صورة ذهنية إيجابية لدى كافة أفراد المجتمع، ممّا يعزز من ثقة الموظفين والمستثمرين والزبائن بالمنشأة.
ومن المهم أيضاً أن تضطلع كافة المنشآت بدورها المجتمعي، وتقوم باختيار مشاركاتها بكل عناية، حيث يجب عدم حصر المشاركات في مواضيع محددة، ومن المفترض البحث عن المشاركات ذات الأثر الأكبر على المجتمع، والبعد عن التكرار.
الأمر الإيجابي اليوم، هو أننا نشاهد عدة مجالس وهيئات في كافة أرجاء الوطن تعنى بشؤون “المسؤولية الاجتماعية”، ووضعت عدة جوائز لتكريم الجهات الأكثر مشاركة وتفاعلاً، وأرجو أن ترتقي هذه الجهود والمبادرات المتفرقة في أدائها ضمن هيئة وطنية تضع خطط وسياسات واستراتيجيات واضحة، وأن نشاهد تقارير أداء عن المنشآت المشاركة كما هو معمول به في عدة دول.
أعتقد بأن الأفراد أو الجهات الذين يشاركون في “المسؤولية الاجتماعية” من باب إحساس وطني هم رائعون، أما الذين يشاركون من باب إنساني فهؤلاء هم العظماء! يقول فاروق جويدة “إنني أؤمن عن يقين أن سعادتنا تبدأ داخلنا، و أن السعادة في العطاء ربما تفوق السعادة فيما يعطيه لنا الآخرون.”
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال