الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
منذ نشأة المملكة والتطور مستمر على كافة الأصعدة سواء الاقتصادية او الاجتماعية كنموذج يثير الإعجاب واكب الكثير من الإنجازات وتحقق في مراحل زمنية إما قياسية كتطور المجتمع، أو سبّاقة كما هو الحال في ايجاد منظومة ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
اول المقالات البحثية التي كُتبت حول ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة في منطقة الشرق الأوسط كانت للباحث فارمر – الأستاذ في الجامعة الامريكية في بيروت – عام 1958 وكانت بعنوان “ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية” وهي أول مقالة تستخدم هذا المصطلح في المملكة والشرق الأوسط.
تطرق فارمر إلى بداية التعاطي مع مفهوم ريادة الاعمال في المملكة في عام 1948 حيث كان التطور في الفكر الاقتصادي والاجتماعي في المملكة يتحرك مواكباً لاكتشاف النفط. كما اسهم الباحث فارمر بشيء من التفصيل بخصوص الاسباب وراء هذا التوجه ونتائجه بحلول عام 1952، حيث كانت الضرورة ملحّة لإيجاد روّاد ومنشآت صغيرة ومتوسطة حول شركة الزيت الناشئة آنذاك (شركة الزيت العربية الامريكية والمعروفة في وقتها باسم ارامكو) من اجل المساعدة في اعمالها غير الاساسية.
لقد تحقق ذلك بدايةً من خلال دعم إثنين من الروّاد السعودين وتوالت عملية الدعم بعدها لمزيد من الرواد مع توسع اعمال الشركة والذي انعكس إيجابا على الاقتصاد والمجتمع. بالرغم من ان الباحث فارمر أشار الى الدور الهام للقطاع الخاص في دعم رواد الأعمال في بناء مثل هذه المشاريع، وكذلك في بناء الاقتصاديات المحلية الا انه لم يشير إلى أن ما حصل كان نتيجة تعليمات الحكومة السعودية آنذاك، حيث كانت هذه هي الإرادة الملكية الحكيمة لمؤسس المملكة الملك عبدالعزيز (رحمه الله) الذي كان يتحلّى بفكر ريادي غير نمطي في ترسيخ دعائم الدولة التي نعيش في كنفها اليوم.
وإكمالاً لمسيرة الدولة في هذا الخصوص، تم تطوير مفهوم المنظومة ووضعها تحت الأضواء بمسمى ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة في عام 2001 وتم تأسيس برنامج صندوق المئوية الحكومي لهذا الغرض.
واليوم نرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – حفظه الله – يرفع من وتيرة تطوير مفهوم المنظومة لجعلها قطاع قائم بنفسه وكجزء لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية في رؤيتنا 2030 والتي يقوم بإدارتها وتنفيذها سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان – حفظه الله – “عراب الرؤية”.
النية والعمل بجدّية لسموه في أن يكون هذا القطاع استراتيجي ومشارك في بناء اقتصاد وطني صلب حيث وضع له هدف الوصول إلى المشاركة في الناتج المحلي بنسبة 35%بحلول عام 2030 بإذن الله.
الجدير بالذكر هنا هو أن التطرّق للمصطلح في المملكة – في الأربعينيات الميلادية من القرن الماضي – تزامن مع استخدام المصطلح والاعتماد على الرواد والمنشآت الصغيرة لاعادة بناء بعض أجزاء في أوروبا الغربية وشرق آسيا بُعيد الانتهاء من الحرب العالمية الثانية نتيجة الضرر الشديد الذي لحق بهذه الأجزاء خاصة في بنياتها التحتية والعمرانية.
أيضاً تزامن في التوقيت مع بداية الاهتمام بريادة الأعمال الابتكارية خاصة في مجال البرمجة الحاسوبية والمنتجات العسكرية والاستخباراتية في الولايات المتحدة تحضيرا للدخول في ما سُمّي بمرحلة الحرب الباردة. وذلك يعني أن المملكة كانت في مصاف أوائل الدول في استخدام المصطلح والتعاطي معه عالمياً وليس فقط على مستوى إقليمي بل عالمي .. فكر ريادي للقيادة مستمر منذ 70 عام تجسد مع رؤية القيادة الشابة اليوم التي رسمت التغيير والتصحيح الاقتصادي والاجتماعي برؤية غير نمطية ايضاً كتلك التي بدأها المؤسس الملك عبدالعزيز منذ توحيد المملكة، تبلورت مع قيادتنا الرشيدة منذ انطلاق الرؤية بما يعكس متطلبات المرحلة للسعودية الجديدة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال