الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الصين كثاني اكبر اقتصاد في العالم واكبر مستورد للنفط الخام، اطلقت العام الماضي بورصة العقود الآجلة للنفط الخام الخاصة بها – بورصة شانغهاي الدولية للطاقة (INE) – لغرض تداول النفط باليوان الصيني بعيدا عن الدولار الامريكي.
تسعى الصين إلى وضع مؤشر نفطي قياسي خاص بها، كمقياس إقليمي لتسعير النفط الفوري لمصافي التكرير في آسيا. ومن اجل دعم تدويل عملتها، تسعى إلى تداول عقود الخام المقوّمة باليوان في بورصة شنغهاي بعيدا عن الدولار الامريكي لتتخذ دوراً تدريجياً رائداً في مؤشرات النفط القياسية في آسيوياً وعالمياً.
تحاول الصين السماح لمصدري النفط بتجاوز المعايير المقومة بالدولار عن طريق التجارة باليوان الصيني، مستغلين عدم وجود مؤشر آخر قياسي في آسيا والمحيط الهادئ للتسعير للمصافي الآسيوية بغير الدولار، لأن معظم النفط المستورد مرتبط بتسعيرة خامي عمان ودبي بالدولار.
تحاول بورصة شنغهاي تمكين بعض الدول المصدّرة للنفط من تجنّب التعامل بالدولار. لكن هذه المحاولة لا تستطيع تغيير قواعد اللعبة الدولية بالتعامل بالدولار. هذا في المقام الاول يخضع للعقود التي صاغتها البلدان المنتجة للنفط، وكان أحد ادوات البورصة هي السماح لإيران بالتغلب على العقوبات الاقتصادية الامريكية من خلال تداول النفط باليوان الصيني.
على الرغم من نجاح بورصة شنغهاي في جذب بعض منتجي النفط الذين يفضلون تجنب استخدام الدولار في تعاملاتهم، إلا ان بقية المنتجين غير مستعدين لقبول بيع نفسهم بغير الدولار، خاصة وان ذلك سيعرضهم الى تقلبات الاقتصاد الصيني ونظامها المالي الغير مستقر.
لذلك لن تؤثر البورصة على سعر صرف الدولار ، ولن تنشئ كمعيار تنافسي في اسواق النفط طالما لن يدعمها منتجي النفط. وبالتالي من غير المحتمل ان تصبح احد المؤشرات من المنصات القياسية لتجارة النفط على مستوى العالم.
غالباً ما يُنظر إلى تسليم العقود الورقية الى شحنات الخام المادي على انه علامة على نجاح البورصة الآجله بعد تسليم العقود الآجلة الورقية ببراميل نفطية في السوق، كما ان حجم الكميات الكبيرة التي يتم تداولها، ومدى سلاسة عملية التسليم، ويجب ان توفر البورصة مرجعاً يعتمد عليه للعقود القادمة للحفاظ على السيولة من اجل جذب المزيد من المشاركين في السوق، كل ذلك سيكون معيار يحدد إذا ما كانت الصين قادرة على تحقيق طموحات تسعيرة النفط كمؤشر إقليمي.
أُطلقت بورصة شنغهاي العام الماضي قبيل تصاعد النزاع التجاري بين اكبر اقتصادين في العالم – الولايات المتحدة والصين، والذي قد يعيق اول مؤشر للنفط غير مُسعّر بالدولار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. الحرب التجارية من المؤكد انها سوف تحد من انشطة البورصة، ولن تستفيد منها إلا المصافي المستقلة في الصين التي تستورد حوالي مليوني برميل يوميا من النفط الخام من السوق الفورية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال