الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التراث المعماري يعتبر الميراث الحضاري الذي تركه الأجداد والذي يمتاز بعناصر معمارية وزخرفية وضعها المعمار المحلي عند إنشائه للمباني وبمواد محلية من بيئته .
ويمكن أن نقسم هذا التراث المعماري الى ثلاثة أقسام :
العمران الديني (المساجد)
العمران المدني ( المدن – القصور – البيوت – الأسواق )
العمران العسكري (القلاع – الأبراج – الأسوار – الحصون )
وقد تميز هذا العمران بعناصر فنية (كالزخارف والنقوش والخطوط) انفرد بها عن باقي البلدان الأخرى ما عدا بلدان الخليج والتي تقارب تراثنا المعماري في كثير من عناصره .
ومع بساطة تراثنا المعماري ولكنه ابتدع وسائل هندسية للتهوية والتبريد وكسر الشمس وتوصيل المياه منذ عهود بعيدة قبل عصر التكنولوجيا الحديثة .
وقد أدت التغيرات التي فرضتها الاستثمارات الاقتصادية الأجنبية في بلدنا مع ظهور الثروة النفطية الى التأثير على حركة التعمير ، مما أدى الى وجود دور كبير للخبراء وبيوت الخبرة الأجنبية في تصميم المباني المحلية ، دون اعتبار للظروف الاجتماعية أو البيئية أو المناخية أو الطبيعية مما أدى الى تغيير ملامح المباني ومن ثم ملامح المدينة والابتعاد عن التراث المعماري .
فعندما نلقي نظرة على العمران الحديث نلاحظ أن كثير من المباني التي شيدت منذ أكثر من أربعين عاما تفتقد الى الكثير من الفن المعماري المحلي ، وإنما جاء إلينا مستوردا دون عناء أو دراسة ، وفي حالات كثيرة إما بدائي التصميم أو غريب المظهر ولا يتناسب مع تراثنا وحضارتنا أو تقاليدنا .
ولتنوع بلدنا اجتماعينا وجغرافيا فقد تنوع تراثنا المعماري ، حتى أصبح يتميز بجمال عمراني رائع سواء كان تصميما أو من حيث الأشكال أو مواد البناء , مما جعل هذا التنوع أن تتميز كل منطقة عن الأخرى بتراثها المعماري ، وليس كما هو حاصل الآن عمرانا متشابها ولا يمكن تمييز عمران السواحل عن عمران المناطق الجبلية ، بسبب إهمال القيم الوظيفية والجمالية لتراثنا المعماري مما جعل مدننا تعيش في حالة يمكن أن أسميها ( الاغتراب المعماري ) .
ومع ذلك فإننا لا نستطيع أن نغير الطابع المعماري الحديث والذي أصبح يشمل جميع مدننا بتصميم مبانيه المستوردة من الغرب ، ولكن باستطاعتنا أن نحافظ على تراثنا المعماري المتبقي في غالبية المدن ، وهذه المحافظة تعني عدم السماح بهدم القديم منه وخاصة المباني التي تتميز بنمط معماري وزخرفي يدل على النمط العمراني للمنطقة أو بإرث تاريخي ، مع إحياء المدينة القديمة داخل المدن الرئيسية بإعادة تصميم مبانيها بشكلها القديم وبنفس المواد وإعادة الأسوار والبوابات بمواقعها السابقة (وليس كما يتم الآن تنفيذه للبوابات في بعض المدن بتصاميم تختلف عن التصاميم الفعلية وبمواد حديثة وربما بأفخر أنواع الرخام ) لكي تصبح موقعا لزيارة السواح وإطلاع الأجيال الجديدة على تراثهم المعماري والذي شيده أباءهم وأجدادهم .
وللمحافظة على تراثنا المعماري مع ما سبق فإنه يتطلب التوثيق والتسجيل من خلال :
تحديد أهم المناطق المعمارية التراثية في بلدنا .
تحديد خصائص ومميزات المناطق المعمارية التقليدية .
تحديد مدى التدهور الحاصل في المباني القديمة .
تحديد أهم العوامل التي أدت الى تدهور المباني القديمة .
ومن ثم تبدأ مرحلة البدء بصيانة وترميم المباني التقليدية والأثرية حفاظا على بقائها كأثر تاريخي أو استخدامها كمتاحف ، وان يتم استخدام الأبنية التراثية في استخدامات حديثة ، مع الاحتفاظ باللون والشكل والتفاصيل المعمارية بحيث يبدو واضحا محاكاته للتراث التقليدي الأصيل .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال