الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
منذ بضعة أشهر وأنا أواجه مشكلة تقنية في هاتفي المحمول ربما في ذاكرته أو برمجته، ولكن نظراً لإنشغالي أحياناً وتقاعسي أحياناً أخرى لم أكترث للذهاب للمحلات المختصة بصيانة الهواتف المحمولة، إلى أن زرت صدفة أحد المجمعات التجارية الشهيرة بمدينة الخبر ، حينها تذكرت مشكلة هاتفي المحمول وفكرت بإصلاحه لطالما أني متواجد في نفس الموقع وعلى بعد خطوات من محلات بيع وصيانة الجوالات، فدخلت المحل الأول والثاني والثالث ولم أجد لديهم من هو مختص في برمجة الهواتف المحمولة أو في حل هذا النوع من المشاكل وقد يكون سبب ذلك هو التوطين السريع لهذا القطاع وهي مرحلة مؤقتة، حتى أرشدني أحدهم لمحل يديره شاب سعودي وهو متخصص بهذا الأمر، فأسرعت إليه ووضحت له المشكلة (العويصة) التي أعاني منها منذ بضع أشهر فقاطعني بكل بساطة وعفوية وقال (الموضوع بسيط… مرني بعد ساعه وتلقاه جاهز)!
أُعجبت حقيقة بهذه الثقة وشدني الفضول لطرح عدة أسئلة عليه والتعرف على التحديات التي يواجهها، فتفاجأت أنه يملك هذا المحل ويديره مع أحد أصدقائه ولم يخضع حتى للدورة التي قدمتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لتأهيل من لهم رغبة بالعمل بهذا القطاع، لكنه كان مهتم بالتقنية منذ فترة ولا يملك سوى خبرته التقنيه رغم ضعف أبجديات التسويق لديه، وبعد الإنتهاء من إصلاح هاتفي المحمول بشكل متقن تجرأت أكثر لسؤاله عن جودة دخل هذا النوع من الأنشطة وهل هو مربح أم لا، فكان رده بكل بساطه (أنا فاتح بيتين من البرمجة فقط)، لذا فالمسألة لم تعد وظيفة فقط، وكما قال غاندي (الرجل ماهو إلا نتاج أفكاره، بما يفكّر … يصبح عليه) وهؤلاء الشباب تم تأهيليهم للعمل او الإستثمار بهذا القطاع ودعمتهم الجهات التمويل الحكومية بمبلغ 200 الف ريال لكل شخص لتنفيذ هذا النوع من المشاريع.
كان هدف الدولة هو توطين 25 ألف منشأة (محل جوالات) وبالتأكيد جرّاء توطينها بشكل سريع لأسباب نعلمها تسبب ذلك في إغلاق أكثر من نصفها، وهذا ما أعطى فرصة نمو أكبر للمحلات المتبقية كون الطلب على شراء الهواتف المحمولة وصيانتها يزداد يوماً بعد يوم، بل أن الحاجة المستقبلية لهذا النشاط ستكون أكبر مما كانت عليه الأعداد قبل قرار التوطين وهذا يخلق فرصة إستثمارية واعدة مستدامة برأس مال بسيط وتُدرّ دخولاً جيدة لا يجب التفريط بها، فإنظروا لكل القطاعات التي تم أو سيتم توطينها طالما هي أصبحت متاحة لكم تماماً، وركزوا على أقلها حاجة لرأس المال، وإبدأوا بالقطاعات الخدمية التي تعتمد على الجوانب الفنية أو المهنية وإنطلقوا، وتذكروا حينها مقولة أفلاطون الشهيرة (من يأبى اليوم قبول النصيحة التي لا تكلف شيئاً، سوف يضطر في الغد إلى شراء الأسف بأغلى سعر).
الخلاصة : إلى شبابنا وبناتنا … في أمور التوطين فكروا كأصحاب عمل لا كموظفين.
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال