الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تمثل مؤشرات الاداء المعيارية للاصول المالية حجر الاساس في ادارة الأموال ولتطوير منتجات مالية ملائمة لعقود المؤشرات المستقبلية وأسواق المشتقات والمنتجات المتتداوله وتخلق عمقا للسوق المالية كما تعتبر ضرورة حتمية لتقيم الاستراتيجيات الاستثمارية وكذلك تقيم مدراء المحافظ الاستثمارية, كما انها تساعد على الاجابة على سؤل محوري ايهما افضل اداءا من ناحية العائد والمخاطر استراتيجه نشطة في ادارة المحافظ المالية او استراتيجة خامله (Passive)؟
وياتي أعلان السوق السعوديه ” تداول” وشركة (MSCI) عن اطلاق مؤشر MSCI 30 المشترك من ضمن الخطوات التطويرية التي تهدف الى تبسيط الاستثمار في سوق الأسهم وجعله في متناول المستثمر. ويتضمن المؤشر 30 شركة مدرجة في السوق السعودية تعد اكبرها من حيث القيمة السوقية وأكثرها تداولا ويتم إعادة موازنة المؤشر 4 مرات سنويا , والافت هو وجود حد اقصى لوزن أي سهم 15% من اجمالي وزن المؤشر لتقليل مخاطر التركيز .
وتعتبر هذه الخطوة مهمة وضرورية تزامنا مع اعلان MSCI عن تصنيف السوق المالية السعودية سوق ناشئة في مؤشر MSCI للأسواق الناشئة والذي يتضمن دولا مثل الصين والهند وكوريا ومن المتوقع ان يمثل وزن السوق السعوديه حوالي 2.5% وستكون مرحلة الانضمام على مرحلتين , المرحلة الأولى خلال المراجعه النصف السنوية في مايو والتي ستدخل حيز التطبيق في بداية يونيو من هذا العام .
لقد كتبت مقالا تم نشره في 3-6-2006م في صحيفة الاقتصاديه تحت عنوان هل هناك حاجة الى وجود مؤشرات اخرى لقياس اداء سوق الاسهم السعوديه؟وقد أوضحت في ذلك المقال بان السوق السعودية تحتاج للعديد من مؤشرات قياس الاداء وفقا لاهداف الاستثمار واستراتيجياته, وقد راينا العديد من شركات الاستثمار طورت موشرات أداء تقيس أداء قطاعات معينة ويمكن تداولها. التطور الافت قيام شركة الراجحي الماليه بانشاء صندوق وفقا لمؤشر MSCI لمؤشر الأسهم السعودية متعدد العوامل . في هذا المقال اتناول الموضوع من زواية المستثمر, مناقشا هل المؤشرات الحالية وهي مؤشر تتداول او S&P للسوق السعودي او المؤشر الجديد ,MSCI 30 هي مؤشرات تعتمد منهجية الوزن النسبي لقيمه الشركه السوقي (capital weighted index) مقياسا مثاليا للحكم على جودة اداء مدراء المحافظ او الصناديق؟
وهل على المستثمر ان يستهدف التفوق على اداء المؤشر لتحقيق النمو على المدى البعيد اما ان هناك اهدافا على المستثمر ان يراعيها لخدمة اهدافه الطويلة. للاجابه على السؤل الاولى سنطرح سؤلين :-
هل السوق السعودي سوق كفء (efficient market)؟
هل المؤشر الذي يعتمد في منهجيته عل القيمة السوقية الموزنة مؤشر كفء؟
سنركز على السؤل الأول اما الاجابه على السؤل الثاني سننطرق له باختصار على امل طرح الموضوع في مقالات اخرى.
كفاءة السوق مصطلح يشير الى ان اسعار الاسهم تعكس جميع المعلومات الخاصة والعامة وبسبب عدالة التسعير فان المستثمر لا يمكنه تحقيق عائد اضافي الا بتحمل مخاطر اضافيه. والايمان بهذا الافتراضية يقودنا الى نتيجة مهمة وهي عدم الحاجة الى اتباع استراتيجة نشطة في ادارة محفظة الاسهم في السوق السعودية وبالتالي من الصعب تبرير عمولات الادارة المرتفعة والتي تتجاوز 1% في اغلب الاحيان، ويتعين على المستثمر ان يتاكد بان العائد الاضافي :-
• ليس ناتجا عن تحمل مخاطر اضافيه.
• او بسبب اخيتار مؤشر يقيس النمو في الأسعار دون الاخذ في الاعتبار الارباح الموزعة وهي عالية خصوصا في السوق السعودية حيث تقدر باكثر من (3.5%).
• ان هذا العائد الاضافي يتحقق بشكل مستمر كنتيجة لمهارة مدير لاستثمار وليس بسبب الحظ.
• ليس ناتجا عن عيوب تتعلق بكفاءة المؤشر
ان القناعه بكفاءة السوق في صورة من صوره وخصوصا في المد البعيد قادت Vanguard Group ))وهي شركة امريكيه لادارة الاستثمارات بابتكار صناديق المؤشرات وخفضت عمولة الادارة بشكل كبير الى 20 نقطة مقارنة اي اقل من ربع بالمائه.
اذا كانت كفاءة السوق محل نقاش فان هناك الكثير من البحوث الاكاديمية تشير الى ان المؤشرات التي تعتمد على منهجية القيمة الراسمالية الموزونة ومنها مؤشرات سوق الأسهم الحالية تعتبر ممثلا جيدا لقياس اداء الأسواق بشكل عام الا انها تفتقر الى الكفاءة ولا تمثل (optimal portfolio) وذلك ان توزيع الاصول يتم بناءا على القيمة السوقيه للشركة بغض النظر عن قيمتها الحقيقه مما ينتج عنه التركيز وارتفاع المخاطر النظاميه (Systematic risk) بسبب انحيازه الى الشركات الكبيرة وعلى سبيل المثال تمثل ثلاث شركات: (الرجحي وسابك والأهلي التجاري) اكثر من 40% من قيمة مؤشر MSCI واحب التاكيد بان ناقشنا ينصب على الكفاءة وليس على التمثيل.
ان اختيار المؤشر المعياري او الارشادي يعتبر نقطة محورية في سياسة الاستثمار خصوصا اذا استخدم كمقياس لمهارة مدراء الاستثمار المعرفية والتطبيقية واساسا لمكافاتهم, اذا ان العائد الاضافي عبارة عن الفرق بين اداء مدير الاستثمار والمؤشر الارشادي وبالتالي قد يكون العائد الاضافي نتيجة للقصور او عدم كفاءة المؤشر الارشادي وليس لمهارة مدير الاستثمار. لذا كان هناك رغبة كبيرة في ابتكار مؤشرات تعبر عن المحفظة المثالية optimal portfolio ويعتبر Robert Arnott وزملاءه وكذلك معهد EDHEC-Risk من الرواد في ابتكار مؤشرات بديلة عن مؤشر القيمة السوقية الموزونة تكون اكثر ملائمة لقياس مهارة مدراء الاستثمار.
ففي العام 2005م ابتكر Robert Arn مؤشر يعتمد على منهجية المعلومات الاساسيه للشركة مثل المبيعات والتدفقات النقدية والارباح الموزعة وصافي قيمة الاصول بديلا عن القيمة السوقيه فقط (Fundamentals indexation) كما عمل معهد EDHEC-Risk, في تقديم مؤشرات The FTSE EDHEC-Risk Efficient Index series وهي مؤشرات تاخذ المخاطر في الاعتبار عند تصميم المؤشر وسميت بالمؤشرات الذكيه Smart index.
اما بخصوص السؤل الثاني وهو (هل على المستثمر ان يستهدف التفوق على اداء المؤشر لتحقيق النمو على المد البعيد اما ان هناك اهدافا على المستثمر ان يراعيها لخدمة اهدافه الطويلة؟) ان استهداف التفوق على المؤشر يحول العملية الاستثمارية الى عملية اجرائية من خلال التركيز على زيادة الوزن النسبي او تخفيضه بدلا من التركيز على الاصول التي تحقق العائد الحقيقي. ان التركيز على توزيع الاصول واستهداف عائد حقيقي افضل للمستثمر على المدى البعيد.
ان ادارة الاصول في المملكة العربية السعودية بحاجة الى ابتكار مؤشرات معيارية جديدة ومنهاج واستراتيجيات ومنتجات مبتكرة لادارة الاموال وعدم التركيز فقط على منتجات البتا (Beta) بل هناك حاجه الى منتجات تشمل الالفا (Alpha) ومنتجات)(Smart Beta). ان دور هيئة سوق راس المال محوري في تشجيع روح الابتكار من خلال تبسيط القوانين والانظمة . ان روح الابتكار هي الاسلوب الامثل لبعث الروح للسوق الاسهم السعودية والوسيلة لنمو الاصول في المملكة مازالت تمثل نسبه منخفضة الى حجم الودائع والدخل القومي. انها دعوة الى الابتكار.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال