الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عالمياً ومحلياً تعتبر الكفاءة أو الجدارة من العناصر الهامة في منظومة الموارد البشرية والتي أخذت الكثير من الاهتمام والدراسة من جانب المؤسسات والشركات وكذلك الباحثين في الموارد البشرية، فحيث تتوافر الكفاءة تتوافر الميزة التنافسية. فالكفاءات والتي تُعرَّف بأنها مجموعة المعارف العملية والمهارات والقدرات المطلوبة للقيام بمهام وواجبات ومسؤوليات وظيفة معينة والتي تضمن تميزاً تنافسياً في السوق، وبالتالي فالمؤسسة التي تتوفر فيها كفاءات يعني أن لها ميزة تنافسية في السوق تمثل إحدى نقاط قوتها.
من هنا اهتمت برامج التحول الوطني الموجهة لتطوير منظومة الموارد البشرية في المؤسسات الحكومية وكذلك شركات القطاع الخاص بالكفاءة أو الجدارة وتعزيزها في المؤسسات. لذلك سنتحدث اليوم عن كيفية إعداد إطار الجدارة أو الكفاءة في المؤسسة وذلك عبر اتباع عدد من الإجراءات والخطوات أولها جمع وتجهيز المعلومات عن طريق جمع بيانات دقيقة عبر كافة المستويات في المؤسسة لتوفير المعلومات الضرورية المطلوبة لإعداد إطار الجدارة. ثم تأتي الخطوة الأساسية وهي إعداد إطار الجدارة بحيث يشمل مجموعات الكفاءات المطلوبة والتي تعبر عن رؤية المؤسسة الاستراتيجية وقيمها الأساسية، ثم يتم تفصيل الكفاءات التي تم تحديدها لكل مجموعة من الموظفين في المؤسسة ويتم تحديد مقياس المهارات وذلك عبر تحديد المستويات التي يمكن للموظف الوصول إليها في كفاءة محددة بحيث يكون ذلك المقياس هو الأساس لتشخيص أداء الموظفين وتقييمهم. بعد ذلك تأتي الخطوة الأخيرة والمتمثلة في التعميم والتمكين والتي تقوم فيها إدارة الموارد البشرية بالتعريف بإطار الجدارة وتعميم كيفية استخدامه وتنفيذه لكافة الموظفين، ويتم ربط الكفاءات الجديدة التي تم تحديدها بوظيفة إدارة الأداء من خلال وضع الحوافز، وإنشاء آلية لتقرير الأداء الجيد في المؤسسة بحسب تلك الكفاءات حتى يتم التأكد من استخدام إطار الجدارة في المؤسسة بشكل صحيح وفعَّال.
ولكي يكون إطار الجدارة مبسطاً يجب أن يركز على الكفاءات الأساسية بين كافة المستويات والأدوار في المؤسسة، وعلى الكفاءات الفنية التي تتطلبها بعض المستويات وبعض الوظائف لأنه في حالة تنوع وتعدد الكفاءات المحددة يصعب تحديد السلوكيات والمعارف والمهارات المطلوبة لكل تلك الكفاءات.
في ظل التنافس العالمي تسعى جميع المؤسسات سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص إلى تعزيز مستوى الكفاءة والفعالية كقيمة هامة لديها، وكخطوة أساسية لتحقيق ذلك الهدف يجب على المؤسسات أن تقوم بتقييم الوظائف لديها وتوظيف الأفراد المناسبين لها وقياس أدائهم وتطوير وإعداد قوى عاملة فعّالة وذات كفاءة عالية.
وتنعكس أهمية إعداد إطار للكفاءة أو الجدارة في المؤسسة على جميع مستويات ووظائف منظومة الموارد البشرية، حيث يؤثر على مصادر التوظيف من خلال تحديد الكفاءات المطلوبة لكل وظيفة ثم توظيف الأفراد المناسبين لها من خلال عملية مفتوحة وسلسة واقتصادية وعادلة بحيث يتم قياس وتقييم المرشحين بناءً على المعايير المحددة سلفاً. كما يؤثر على قياس أداء الموظف ورفع مستوى أداء الموظفين في المؤسسة من خلال تقييم أداء الموظفين قياساً بمجموعة محددة من الكفاءات، ويساهم ايضاً في فعالية برامج التدريب والتطوير للموظفين من خلال تحديد البرامج التدريبية التي تسعى لرفع مستوى المهارة عند الموظفين في كفاءة معينة لتتماشى مع تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة فتضمن المؤسسة أن تكون أنشطة التدريب والتطوير موجهة بشكل فعّال نحو الهدف وأكثر انتاجية. كما يؤثر على إدارة الموظفين بشكل صحيح واستبقاء أصحاب المواهب من خلال مكافأة الموظف الصحيح بالشكل المناسب بناءً على كفاءات قابلة للقياس ومرتبطة بالأداء الفردي والمؤسسي.
تعتبر العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة في العالم إطار الجدارة أو الكفاءة من العناصر الأساسية لتحفيز الانتاجية، وقد تم تصنيفه كأحد المتطلبات الاستراتيجية الحتمية للمؤسسات حيث يمثل إطار الجدارة أو الكفاءة حجر الأساس الذي يبنى عليه وظائف الموارد البشرية المتبقية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال