الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كم هو واضح للقاصي قبل الداني من خارج المملكة قبل داخلها، إصرار السعودية قيادة وشعباً ومُضيّها قدماً بأن تكون في مصاف الدول المتقدمة في كافة المجالات، بل وأن تقود العالم في مجالات محددة، وأن تكون مؤثرة في مجالات أخرى، وما يترتب على ذلك من إصلاحات هيكلية تطويرية كبرى، ولكن نظراً لتأخرنا لسنين طويلة من جهة، ولإصلاح العديد من التشوهات من جهة أخرى، يتطلب ذلك جهداً أكبر ووقتاً أطول يمكن إختصاره عبر غرس خطى راسخة بسرعة تفوق الآخرين، لأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تطور المملكة ونهضتنا بل ستكون المنافسة شرسة في محاولة سحب البساط من تحت أقدامنا.
ولطالما أن العالم أصبح قرية صغيرة، وثوراته الصناعية والتقنية أصبحت بمتناول الجميع، وجب علينا عدم إختراع العجلة من جديد في كل أمر، بل البدء وبسرعه البرق من حيث إنتهى الآخرون، وتقييم الأمر وتطويره بناء على إحتياجنا الفعلي ليكون نموذجاً يحتذى به، بعكس ما حدث خلال العقود الماضية من تأليف وإجتهاد في غير محله والأمثلة على ذلك كثيرة، فلا يعقل أن ندفع مئات الملايين من الريالات في شراء مركبات لمراقبة السرعة (ساهر) ونوظف آلاف السعودين على الطرق الذين أُزهقت أرواح بعضهم نظير الآليه المستفزة التي كانوا يعملون بها بالإختباء في زوايا الخطوط السريعة وغير السريعة، ومن ثم نكتشف بقدرة قادر أن هنالك كاميرات متقدمة لمراقبة الطرق معمول بها في كافة أنحاء العالم منذ عشرات السنين ونقوم حينها بإستيرادها !!! فمن المستفيد من ذلك ومن الخاسر.
ولا يعقل أيضاً أن لوح المركبات السابقة والتي كلّفت خزينة الدولة مئات الملايين من الريالات إضافة لجهد ووقت أكبر، تصبح فجأة غير عمليه وغير صالحة للإستعمال، ونكتشف بقدرة قادر أهمية وجود أحرف وأرقام لاتينية، علما بأن أمر كهذا متعارف عليه منذ عشرات السنين حتى لدى الدول المجاورة لنا، ومن ثم نقوم بإلغاء اللوح القديمة ونصنّع لوح جديدة!!! فمن المستفيد من ذلك ومن الخاسر، والأمر أكثر سوءاً إذا ما تحدثنا عن تنفيذ المشاريع وخاصة مشاريع الطرق والبنى التحتية، وكذلك القطارات وغيرها، لأن أمور كهذه نقوم بعملها مرة واحدة كل 50 أو 100 عام أو كما يقال (كم مرة سنقوم بها)، إذاً فلما الإجتهاد أو التأليف.
لذا يجب أن تكون البداية من حيث إنتهى الآخرين شرطاً أساسياً لإعتماد أي مناقصة أو مشروع أو توجه، بل لا ضير أن تكون معياراً للجودة كما هي معايير الآيزو العالمية وغيرها، لأن فاتورة إختراع العجلة من جديد باهظة جداً ونحن أولى بها.
الخلاصة: (لا يلام المرء من بعد إجتهاده) مقولة خاطئة في كثير من الأحيان.
دمتم بخير،،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال