الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
العلاقات السعودية الباكستانية استمرت على مدى عقود كعلاقة دافئة بسبب رؤية القيادتين رغم اختلاف من يمثلها خاصة في الجانب الباكستاني فاحيانا تتصدر المعارضة المشهد وتصبح في دفة الحكم وايضا العلاقة بين الشعبين. زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان التاريخية لاسلام اباد ستنقل العلاقات السعودية الباكستانية إلى مرحلة جديدة سيشهد فيها التعاون قفزة نوعية، خاصة وان رؤية السعودية 2030 هي مصدر إلهام لرؤية الباكستان الجديدة.
توقيع المملكة العربية السعودية مذكرة تفاهم لبناء مصفاة تكرير لشركة أرامكو السعودية في ميناء جوادر بإقليم بلوشستان في جنوب غرب باكستان على الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني الشهير، موقع استراتيجي للغاية، فهي تقع خارج مضيق هرمز وملامساً لطُرق الملاحة البحرية لأكبر الامدادات النفطية في العالم القادمة من الخليج العربي، وقريبة من الأسواق الرئيسية للمنتجات البترولية في آسيا.
اعتماد باكستان على النفط ومشتقاته ينمو بشكل كبير جدا، حيث تستورد باكستان كميات كبيرة من النفط ومنتجاته، وعلى الرغم من تحرك باكستان إلى اقتصاد الطاقة القائم على الغاز مؤخرا في قطاع الكهرباء، ونمو واردات الغاز الطبيعي المسال لمحطات الكهرباء، إلا ان استهلاك باكستان من وقود المواصلات في ازدياد مضّطرد بسبب الزيادة في الطلب مع تزايد عدد الدراجات النارية والسيارات والشاحنات ووقود الطائرات.
باكستان التي يفوق تعداد سكانها 200 مليون نسمة، قطاعي النقل والطاقة هما القطاعين الرئيسين لإستهلاك النفط، يبلغ استهلاك باكستان من النفط حوالي 600 الف برميل يومياً، بينما طاقة مصافي التكرير الستة الحالية في باكستان لايتجاوز انتاجها 390 الف برميل يومياً، لذلك فإستهلاك النفط يفوق بكثير الطاقة التكريرية الحالية والتي تعمل على النفط الخام المستورد، كما انها أحد عملاء “ارامكو” السعودية في استيراد النفط الخام.
بناء مصفاة جديدة بطاقة تكريرية تتراوح مابين 200 و300 الف برميل يوميا سوف يسد هذا العجز في الطلب على المشتقات البترولية، بل وقد يتم تصدير الفائض للسوق الآسيوي نظرا لموقع المصفاة الاستراتيجي، ولذلك قد لايكون فقط لتزويد باكستان بالمنتجات المكررة، لذلك سيكون استثمارا استراتيجيا متعدد الأبعاد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال