الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شهدت محافظة العلا خلال الفترة الماضية تحركاً تنموياً كبيراً لم تشهده سابقاً. فالمحافظة تُشكل ارثاً تاريخياً معترفاً به من اليونسكو. فالعلا كانت المدينة الجنوبية الرئيسية من مملكة الأنباط وتوجد بها مدائن صالح بالإضافة لكونها عاصمة المملكتين الدّيدانيّة واللّحيانيّة بالإضافة للكثير من الآثار التاريخية ما بين فنون صخرية ونقوش قديمة وأثرية والتي يعود تاريخها إلى حضارات قديمة مثل الحضارة الآرامية والثمودية والإغريقية.
بدء الاهتمام والتوجه لتلك المحافظة العريقة بناء على أمر ملكي عام 2017 بإنشاء الهيئة الملكية لمحافظة العلا والتي تهدف إلى تطويرها مع الحفاظ على قيمتها التاريخية وتحقيق المصلحة الاقتصادية والثقافية والسياحية والتي تتناسب مع رؤية 2030 والتي من ضمنها اطلاق برنامج ابتعاث مخصص لأهالي المنطقة بتخصصات تخدم توجهات المحافظة.
خلال الفترة الماضية تم اطلاق استراتيجيتين أعتقد أنهما حجر الأساس لما ستشهده المحافظة في خطتها التسويقية كمدينة. كان الأول هو شتاء طنطورة والثاني هو اطلاق رؤية العلا. فأما شتاء طنطورة فهو مهرجان متميز يحتوي على برنامج حافل بدأ من ديسمبر إلى فبراير تقام فعالياته في نهاية كل أسبوع ويتضمّن العديد من المناسبات الثقافية والفنية تشمل حفلات غنائية لأشهر الفنانين سواء عرب أو عالميين. واستهداف الفن كذراع للتسويق هو طريقة فعالة لأن الفنانين الذين تمت دعوتهم لإحياء تلك الحفلات يتميزون بالجماهيرية والتأثير. فاستهدافهم ليس فقط يجذب جمهورهم لحضور الحفلات بشكل شخصي بل يتعدى ذلك للتعريف بالمحافظة وبدء صناعة صورة ذهنية معينة.
وأما الثانية وهي اطلاق رؤية العلا برعاية من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وشمل تدشين محمية شرعان الطبيعية، ومنتجع شرعان، والصندوق العالمي لحماية النمر العربي. فعلى حد علمي فإنها المحافظة الأولى التي يتم اطلاق رؤية لها بشكل خاص وبحضور سمو ولي العهد والذي تشكل متابعة أخباره حدثاً تتسابق عليه وكالات الأنباء العالمية. فرعاية كريمة كهذه لهي مساهمة في التعريف للمحافظة بشكل عالمي.
من الواضح أن الجهود التسويقية للتعريف بالعلا جهود ناضجة مرسومة ومخطط لها بشكل مدروس ونتطلع كمسوقين لنرى تجربة محلية ناجحة للتسويق للمدن. ووهناك نقطة مهمة ترتبط بهذا الموضوع وهو تجربة السائح للمنطقة فمن المهم معرفة رأي السياح منذ بدء الحجز إلى مغادرة المحافظة. فقد سمعنا عن أمر النائب العام بالقبض على بعض الأفراد والذين قاموا ببعض التصرفات الفردية الغير مسؤولة سواء لسياح المحافظة أو للحيوانات التي تشكل أهمية في التوزان البيئي للعلا. فينبغي من وجهة نظري التركيز على ناحيتين مهمتين في ما يخص تجربة السائح وهي:
أولا: وضع أنظمة وقوانين صارمة تضمن حماية السياح والغطاء النباتي والحيواني في المحافظة.
ثانياً: الإهتمام بالأبحاث والتطوير ونقل تجربة السائح للمحافظة من تجربة عادية إلى تجربة لا تُنسى.
خلاصة القول
ما نشاهده وما سنشاهده كمسوقين في بلدنا الحبيبة من تجارب تسويقية من القطاع الحكومي بشكل خاص لهي فرصة لإثراء المحتوى المحلي بتجارب غنية تؤثر على رفع مستوى التسويق محلياً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال