الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التوجه العام للاستفادة من ساعات الفراغ لدى الموظفين في السويد مقترن بالسماح بإجازة لمدة قد تصل إلى ستة أشهر كنوع من الدعم وتطوير البيئة الريادية في البلاد. أما في حال رغبة الموظف في العودة لعمله، فهو لن يواجه أي عوائق في ستوكهولم حيث تم أخذ مسألة الأمان الوظيفي بالحسبان. أكتب هذه الأسطر اليوم وأنا أتابع رسم بياني يشير إلى الارتفاع المضطرد في صفقات التقنية في السويد خلال الخمس سنوات الماضية. وبغض النظر عن هذا الرسم، فأنا شخصيا أعتقد أننا يمكن أن نلمس الأثر بشكل واضح في بعض الصفقات الشهيرة بمجرد الرجوع لسلسلة الأخبار المتتابعة مؤخرا. لنأخذ السويدي Niklas zennstrom على سبيل المثال والذي قرر في عام 2003 إطلاق مشروعه الريادي Skype
مع الشركاء، فالرجل لم يخطر بباله يومها أن شركة مايكروسوفت يمكن أن تستحوذ على التطبيق في صفقة تقدر قيمتها ببلايين الدولارات. هذه ليست دعوة للسير على نهج السويد، لأن العوائق تختلف بحسب المكان والزمان، لكن الرسالة هنا تكمن في معرفة جوهر الاحتياج ومن ثم معالجته. وحتى يكون هذا النموذج فاعل في تحقيق الأهداف المنشودة والارتقاء بمنظومة الريادة فإنه يتوجب أن يأخذ بالاعتبار تفاصيل الفكرة وقدرتها على الإضافة ومن ثم خلق فرص وظيفية حتى تعم الفائدة أكثر من طرف.
خلال الأسبوع الماضي تابعت ما طرحته شركة فولفو السويدية أيضاَ من توجه جديد للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مقابلات العمل الوظيفية. الفكرة التي توضح لنا إلى أي مدى وصلت بيئة الابتكار تكمن في اختبار المرشحين لشغل وظائف صيانة المركبات من قبل نفس المركبة التي سيقومون بالعمل على صيانتها. بعد طرح عدد من الأسئلة على كل متقدم وتحليل الإجابات بطريقة متقدمة عن طريق هذا التفاعل، ينتقل المتأهل إلى المرحلة التالية التي يتدخل فيها الجانب البشري. ما يحدث هنا إذاَ يشير إلى تحول جوهري في وظيفة كان من المتعارف عليه لسنوات طويلة أنها عصب أي منظمة وهي مناطة بإدارة التوظيف.
ومن خلال الاطلاع على الدوافع لوجود استراتيجية ابتكار في السويد، تجد أن الأمر مرتبط بالمساهمة في حل التحديات العالمية بالإضافة لتحفيز البيئة التنافسية والمعرفة بشكل عام في شتى القطاعات، ناهيك عن تحسين الخدمات المقدمة في البلاد. ما أدهشني في هذه التوجه هو الارتباط بتحديات تواجه البشرية بشكل عام وعدم حصره في منطقة محددة وهو ما يمكن أن يكون سبب في سرعة التحرك في الاتجاه المنشود.
وعلى صعيد ذو صلة، فإنه يوجد في الولايات المتحدة اليوم بحسب مكتب إحصاءات العمل عدد من المحترفين المستقلين الذين يعملون لحسابهم الشخصي (freelancers) يفوق بعشرات المرات من يعمل في وظيفة تقليدية مثل مناجم الفحم على سبيل المثال. وإذا كنا جميعاَ نتابع هذه التغيرات بشكل متسارع، فإن هناك فرصه تلوح في الأفق وعلينا أن نفكر في استغلالها بأفضل شكل ممكن حتى تنعكس جهود هؤلاء المستقلين الفردية على خدمة التوجه العام للاقتصاد وتحفيز البيئة الابتكارية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال