الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خلال الأسبوع الماضي اطلعت من خلال صحيفة الجارديان على عنوان لقاء مع السيدة (كريستين لاغراد) مديرعام صندوق النقد الدولي يفيد بأن زيادة تواجد النساء في سوق العمل يمكن أن يدعم الاقتصاد بنسبة تقارب 35%. التصريح الذي قد يراه البعض غريباَ، مبني على فرضية أن البنوك ستكون أكثر استقرارا في حال تواجد المزيد من النساء في مجالسها، على اعتبار أن النساء أكثر حذرا وأقل مجازفة من الرجال، على الأقل في جانب الاستثمار بحسب تصريح “لاغراد”.
على أي حال وأيا كانت وجهة نظرك في هذا الصدد، فإن السيرة الذاتية للسيدة الأولى السابقة للبيت الأبيض (ميشيل أوباما) التي أعكف على قراءتها خلال الشهر الحالي، تشير إلى أنها تحمل شخصية حريصة على الاهتمام بأدق التفاصيل، وهو ما يمكن أن يدعم ما أشارت إليه (لاغراد) في تصريحها حتى وإن كان ذلك بأسلوب غير مباشر. خلال فترة تواجد (ميشيل) في البيت الأبيض، وهي فترة تولي زوجها منصب الرئاسة، كان عليها أن تتعلم كيف تتخذ القرارات بشكل أسرع وتتفاعل مع الأحداث بطريقة تشعرك بأن لديها القدرة على التنبؤ بما يمكن أن يحدث في المستقبل المنظور. تعلمت السيدة الأولى خلال تلك الفترة أن هناك وظائف لا تحتاج لوصف وظيفي أو دليل يمكن الرجوع إليه، لأنها تعتمد بشكل كبي علي الشخصية التي تحتلها، ومن تلك الوظائف بكل تأكيد وظيفتها كسيدة أولى لدولة تمثل أحد أكبر الاقتصادات حول العالم.
تصريح (لاغراد) يجيء مع اقتراب يوم المرأة العالمي، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 1975 ليكون في الثامن من شهر مارس في كل عام. ورغم علمي التام أن هذا اليوم بات ينال كثير من الاهتمام مؤخراً على كافة الأصعدة، إلا أنني أجد نفسي مأسورا ببعض الأمثلة الإيجابية التي تبرز الاستفادة من الحدث بصورة هادفة.
شركة آبل على سبيل المثال أظهرت هذا الجانب بشكل لطيف حين أعلنت عن شراكة مع منظمة Girls Who Code “الفتيات اللواتي يبرمجن”. وتسعى عملاق التكنولوجيا من خلال هذه الشراكة إلى تسليط الضوء على القصص والأعمال التي تقوم بها الكثير من السيدات في ذات المجال، بالإضافة إلى توفير المزيد من فرص التدريب والتعلم للشابات. وفي العام الماضي أيضا تابعنا جميعاَ سلسلة مطاعم الوجبات السريعة “ماكدونالدز” وهي تبرز اهتمامها بالمرأة بطريقة ذكية على وسائل التواصل الاجتماعي حين قامت بتحويل حرف (M إلى W) فيما يمثل تكريم لكل العاملات في أفرع الشركة.
على صعيد آخر فأنا شخصياَ أتفهم الاهتمام بقضايا المرأة في قطاعات مثل الصحة في البلدان النامية، لا سيما عندما تكون النساء أكثرعرضة للإصابة بالأمراض المعدية بسبب دورهن التقليدي في المجتمع. وهنا أجد من المناسب أن أتوقف قليلا، وأعود إلى السيدة (أوباما) الزوجة والأم، والتي كانت سعيدة جدا بأن تشاهد طفلتيها تتكيفان مع الأحداث المحيطة في ظل الكثير من البروتوكولات التي يتوجب الالتزام بها . تختم سيدة البيت الأبيض سيرتها وهي تقول (ما أنا إلا شخص عادي وجد نفسه في رحلة استثنائية وأحببت أن يشاركني الجميع تصوري حول هذه الرحلة من خلال كتابي الذي أضعه بين أيديكم).
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال