الموارد البشرية ورؤية 2030 – تمكين الموارد البشرية وتعزيز الارتباط المهني (15)

إدارة الموارد البشرية تعتبر من أهم وظائف الإدارة لتركيزها على العنصر البشري في المؤسسة أو الشركة، حيث تعتبر إدارة وتنمية الموارد البشرية ركناً أساسياً في معظم المؤسسات والشركات حول العالم لما لها من دور هام في تطوير وتعزيز القدرات الإنتاجية وتمكين المؤسسات من استقطاب وتأهيل وتطوير الكفاءات اللازمة والقادرة على مواكبة التحديات الحالية والمستقبلية التي تحيط بالمؤسسة. 

ومع تطور التحديات الكبيرة والتغييرات العنيفة التي تحيط بالمؤسسات ظهرت العديد من الأساليب والمفاهيم التي تساعد المنظمات والمؤسسات والشركات إلى مواجهة تلك التحديات بحيث تكون تلك المفاهيم قادرة على وصف الأهمية الاستراتيجية المتسارعة للعاملين في الوظائف الأمامية للمؤسسة وذلك لاحتكاكهم الدائم والمباشر بكل التغيرات في البيئة الخارجية. لذلك كان لا بد من تمكين الموظفين من التصرف السريع في الأمور والقضايا والمواقف التي ينتج عنها مخاطر أو فرص كبيرة ومهمة للمؤسسة بعقلية متشابهة مع عقلية الإدارة العليا للمؤسسة. 

وكحال الموظفين في المؤسسات الحكومية التي لها احتكاك مباشر مع الجمهور، فالعمل في الصفوف الأمامية يحتاج إلى مرونة كبيرة وقدرات خاصة تستدعي تدريب الموظفين على كل المخاطر والمواقف التي قد تواجههم أثناء قيامهم بأعمالهم ومهامهم، لذا من الهام العمل بإستراتيجية جديدة وهي إستراتيجية التمكين، فتمكين العاملين يساعد على الإبداع والإبتكار وتعزيز الإرتباط المهني بالمؤسسة، وخصوصاً المؤسسات التي تعمل على تواصل دائم ومباشر مع الجمهور. لذلك على المؤسسات والشركات أن تعمل على الاهتمام بمستوى مشاركة الموظفين والحاجة لتفعيل العمل بالرقابة الذاتية وتنمية الإلتزام الذاتي للموظفين، وكذلك تعزيز الإرتباط مع المؤسسة من خلال تعزيز الثقة المتبادلة بين الإدارة والموظفين. 

وحتى تستطيع المؤسسات والشركات تنفيذ مبدأ التميكن للموارد البشرية هناك بعض العناصر الهامة التي يجب القيام بها مثل ضمان وصول رؤية وأهداف المؤسسة إلى العاملين بشكل أمثل وكذلك إستراتيجية المؤسسة وطرق التعامل مع الجمهور وكيفية إرضاءهم. كما من الهام أن تمنح المؤسسات الموظفين حرية تداول المعلومات وإستخدام التكنولوجيا الحديثة للحصول على المعلومات، بجانب تدريب وتأهيل الموظفين، وتحديد مؤشرات لقياس مدى رضا الجمهور عن الخدمات المقدمة، بالإضافة إلى وضع نظام للمكافآت والحوافز، كل ذلك يعمل على تنفيذ عملية التمكين للموارد البشرية داخل المؤسسة بشكل فعال ما يؤدي إلى استخدام الموظفين لسلطاتهم وإمكانية تأثيرهم على الآخرين بشكل إيجابي نعكس على المؤسسة مما يساعد في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمؤسسة أو الشركة. 

وهذا ما تسعى إليه إحدى مبادرات برامج التحول الوطني وهي تمكين الموارد البشرية وتعزيز الإرتباط المهني للموظفين بداخل المؤسسات والشركات مما يؤدي إلى ضمان إمداد واستدامة الكوادر البشرية وتطوير مهاراتهم وإثراء معارفهم والتي تمكنهم من العمل وتحقيق أهداف المؤسسة بإيجابية وفعالية.