كيف حولت الصين الاحياء العشوائية الى قوة اقتصادية؟

دخلت الصين عالمنا العربي منذ سنوات عديدة فنجد كثير من المنتجات اللتي نستهلكها يوميا كتبت عليها عبارة “صنع في الصين” وتفاعلت الصين ايضا مع الشباب والاطفال باحترافية عن طريق ألعاب الفيديو. طريقة تعارفنا على الصين لم تكن تحتاج منّا الذهاب اليها فثقافتها وصلت منازلنا من خلال منتجاتها المستورده . استطاعت الصين بتميز أن تجعل جملة صنع في الصين جملة متداولة عالميا في عالم التصدير.

ان جمهورية الصين الشعبية دولة ذات تاريخ مليء بالتطور والنهضة والثقافة, فقد استطاعت ان تنهض من كونها دولة ريفية الى دولة ذات نهضة زراعية ثم نهضة صناعية ثم نهضة القوة البشرية وتطوير التنمية البشرية وجذب التدفقات النقدية الاجنبية وتنمية البنية التحتية للدولة ونهضة المواصلات ثم نهضة الطاقة المتجددة حتى أصبحت قوة اقتصادية عالمية. فهي دولة لديها تجربة التطوير ولديها رؤية اقتصادية مع الخبرة والمال .

تسعى الصين في عام 2025 ان يكون اقتصادها موازي للاقتصاد الامريكي ( وهو أكبر اقتصاد عالمي حاليا ) وفي عام 2050 تسعى حسب رؤيتها ان يصبح حجم الاقتصاد الصيني ضعف الاقتصاد الامريكي وان تكون مركز للاقتصاد العالمي .

يجمع المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين انهما بلدان ذو رؤية اقتصادية هادفة فالمملكة تتبنى رؤية 2030 الاقتصادية التنموية وهي رؤية تبتعد عن تأثير تقلبات اسعار النفط على اقتصادها وان تكون المملكة قوة استثمارية عالمية رائدة . وتوجه السعودية نحو الصين والقرب من الاقتصاد الصيني هو قراءة للمستقبل فعند وصول المملكة لعام 2030 وتحقيق اهداف رؤيتها سيكون الناتج المحلي الاجمالي الصيني حينها يشكل 34% من الناتج العالمي بينما يشكل الناتج المحلي الاجمالي للولايات المتحدة 15% فقط من الناتج العالمي. اذن العالم يشهد تحول اقتصادي وتوجه اقتصادي كبير الى الدول النامية في الشرق.

من التجارب التنموية للصين الجديرة بالاهتمام والتي من الممكن الاستفادة منها في المملكة هي التخلص من العشوائيات الموجودة في المدن الرئيسية وتطويرها باعادة ترميمها بمنازل مرقمة و امدادها بالخدمات ماء وكهرباء ومراكز الصحيه وملاعب وجعلها بيئة صحية صالحة للسكن.

فقد عانت الصين من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية من وجود العشوائيات وسعت على انشاء خطة اقتصادية واجتماعية لتنميتها لتصبح جزء اقتصادي يشارك في التنمية الوطنية وأن لا تكون عملية بناء العشوائيات فقط عمليه تخطيط عمراني. ولضمان جودة عملية تنمية وتخطيط العشوائيات عملت الحكومة الصينية على تخفيض تكاليف المنازل وامداد السكان بمساعدة الاعانات الحكومية وتشجيع سكان هذه المناطق على التعليم وزيادة فرص العمل بتشجيع العمالة الذاتية لهذه الفئة من المواطنين. اتبعت الصين أربع استراتيجيات خلال عملية تنمية العشوائيات وهي:

– اولا عمليه الازاحة و الاستئصال

 – ثانيا عمليه تطوير البنيه التحتيه للأحياء الفقيرة و التي عادة يغلب على هذه المناطق سمة ضعف البنية التحتية للأحياء الفقيرة فالقيام فقط بتحويل المساكن دون تحسين و تطوير البنية التحتية لايحل المشكلة

– ثالثا القيام ببناء مساكن حكومية لهذه الشريحة من المجتمع فمع ارتفاع اسعار السكن ومحدوية دخل اصحاب العشوائيات أصبحوا يعانون من مشكلة نقص المساكن وسوء توزيع المساكن الموجودة لذوي الدخل المحدود

– رابعا قيام الحكومه بدعم الاسكان وصرف مكافآت شهرية أو اعانات للمنزل

لقد نجحت الصين بتطبيق فكرة التنمية البشرية والاقتصادية لهذه الاحياء وتحويلها الى قوة اقتصادية في مسيرتها التنموية وهي تجربة لو طبقت على العشوائيات الموجودة في المدن الرئيسية لمملكتنا الحبيبة وضواحيها لأصبحت قوة تنموية ولاستفاد اقتصادنا منها كثيرا.