الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر البطالة هاجس لكل دول العالم فعندما ترسم الدول سياستها تكون البطالة في مقدمة التحديات لتعمل تلك السياسات على القضاء على البطالة أو الحد منها كما تشارك الشعوب أوطانه بالخوف من البطالة بعد الانتهاء من المرحلة التعليمية كما أن للبطالة أبعاد مختلفة وجوانب عديدة تشترك فيها جميع الأطراف تارة ويتحملها طرف واحد تارة أخرى.
إن من أهم هذه الابعاد البعد الذي تخلفه البطالة الحدودية في المدن والمناطق النائية على حدود الوطن ففي هذه المناطق تكون الحياة أصعب بكثير من المدن الواقعة في وسط البلاد لذلك عادة ما تكون نسب البطالة في هذه المناطق مرتفعة عن غيرها فعند النظر إلى إحصاءات البطالة في المملكة نجد بأن معدل البطالة العام لسكان السعودية بلغ 12.8% فيما بلغ معدل البطالة للسكان السعوديين الاناث 30.9% كما وأن معدل البطالة للسكان السعوديين الذكور بلغ 7.5% وذلك بحسب نشرة سوق العمل للربع الثالث لعام 2018م.
وبالنظر إلى التوزيع النسبي للبطالة على مستوى مناطق المملكة نجد أن المناطق الحدودية هي الأعلى في معدلات البطالة، فقد بلغ معدل البطالة العام للسكان السعوديين في منطقة الحدود الشمالية 17.9% على سبيل المثال. وتتخذ المملكة تجاه هذ المعدلات المرتفعة سياسة اقتصادية متفردة تجمع بين استغلال الموارد والقضاء على البطالة وذلك بإطلاق مشاريع صناعية متنوعة في كافة أرجاء المملكة مما يجعل من المتوقع انخفاض البطالة في المنطقة وذلك بسبب المشاريع التي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله في زيارته الأخيرة التي بلغت قيمتها أكثر من 10 مليارات ريال.
ويأتي من مقدمة تلك المشروعات مشروع الاسمنت الأبيض وكذلك مشروعات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأن من أبرز مشاريع الوطن مشروع وعد الشمال الذي يعد نقلت نوعيه في العالم حيث يحتوي على 7% من الاحتياطي العالمي من الفوسفات. ويستهدف المشروع توفير 22 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب السعودي.
وبالنظر الى معدل البطالة للسكان السعوديين في منطقة جازان نجدها انها تبلغ 17.4% ومن المتوقع أن تنخفض النسبة وذلك بما تشهده المنطقة من مشاريع تنموية حيث أنشئت الدولة مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية وبلغت حجم الاستثمارات الحالية في المدينة ما يزيد عن 100 مليار ريال ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم خلال السنوات المقبلة. وتستهدف المدينة توطين الصناعات الثقيلة والبتروكيماويات والتعدينية والتحويلية، بالإضافة إلى توفير الإمدادات الحيوية للطاقة، وتوطين صناعة السفن، والاستثمار في الثروات المعدنية والزراعية والحيوانية والسمكية.
وتسعى المدينة إلى توفير 500 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بنهاية اكتمال المشاريع المتنوعة، وذلك بالإضافة إلى مشروع مصفاة جازان وهو المشروع السعودي العملاق الذي سيوفر ألاف الفرص الوظيفية لشباب المنطقة والمملكة كافه. إن ما تحمله رؤية المملكة 2030 في برامجها ومبادراتها من تنوع اقتصادي كبير يعالج كافة القضايا التي تمس جوانب مختلفة لكافة فئات مجتمع ومناطق المملكة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال