الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تماشياً مع رؤية ٬٢٠٣٠ التي تسعى لتحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومنصة لوجستية عالمية٬ وبعد قراءة كاملة٬ لخطة تنفيذ برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية٬ المنشورة في موقع رؤية ٢٠٣٠ الإلكتروني٬ اقترح إطلاق رسمياً أول (ممر صناعي-اقتصادي)٬ في المملكة٬ والشرق الأوسط٬ أسوة بمشروع ممر اليابان الصناعي٬ والذي يربط طوكيو بأوساكا٬ إضافة إلى هناك مشروع جديد٬ على قيد التنفيذ٬ في الهند٬ بالشراكة بين الحكومتان اليابانية والهندية٬ وهو مشروع (ممر دلهي-مومباي الصناعي)٬ وغيرهما من الممرات الصناعية والاقتصادية حول العالم.
ممر صناعي-اقتصادي متكامل٬ ينطلق من مدينة رأس الخير الصناعية٬ ثم مروراً بمدينة جبيل الصناعية٬ ومدينة رأس تنورة النفطية٬ ومدينة الدمام٬ ومدينة الملك سلمان للطاقة٬ والأحساء٬ ومدينة بقيق النفطية٬ وحرض٬ والخرج٬ ويخترق قلب المملكة النابض؛ العاصمة الرياض٬ ومن ثم إلى مدينة سدير للصناعة والأعمال٬ والدوادمي٬ ومدينة جدة٬ ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية٬ ورابغ٬ وينتهي عند مدينة ينبع الصناعية٬ ومن ثم يربط عالمياً مع مشروع (طريق الحرير الصيني).
ممر يستند بشكل أساس٬ على مسار قطار الجسر البري٬ ويغطى أربع مناطق رئيسية في المملكة٬ وهي: الشرقية٬ الرياض٬ مكة المكرمة٬ المدينة المنورة٬ وتتميز تلك المناطق٬ في أنها تحتضن النسبة الأكبر من السكان٬ وأكبر المراكز الحضرية في البلاد٬ وتحتوي على معظم المواد الهيدروكربونية٬ والكثير من المعادن٬ وتشكل النسبة العظمى من الناتج المحلي الإجمالي السعودي٬ وفيها كبار رجال وسيدات المال والأعمال٬ وكبرى الشركات والمؤسسات ومحطات الطاقة وتحلية المياه٬ ومركز المال والتجارة والاقتصاد٬ والصناعة والتصنيع والإنتاج٬ والاستيراد والتصدير وإعادة التصدير٬ فضلاً عن ذلك٬ هناك كميات تجارية كبيرة ومكتشفة من النحاس البورفيري٬ لم تستغل حتى الآن٬ وتتواجد في الدوادمي.
ومن الأهداف المتوخاة من المشروع٬ أن يربط بين أهم وأكبر المدن الصناعية المحلية٬ بشكل مباشر٬ ومن جانب آخر مع المرافق اللوجستية٬ والمدن الاستهلاكية الكبرى٬ وكذلك ربط مائي وكهربائي٬ إضافة إلى الاستفادة بشكل أكبر٬ من منتجات مصافي النفط٬ ومصانع البتروكيماويات والتعدين٬ ومن وفرة النفط٬ والغاز٬ والمعادن٬ ومن وجود أنابيب تنقل النفط والغاز من الشرق للغرب٬ وخطوط نقل المياه المحلاة والكهرباء٬ وشبكات الألياف الضوئية٬ ومحطات الطاقة الكهربائية وتحلية المياه٬ ومن المزارع٬ والثروة السمكية٬ ومن مخرجات المدن التقنية والعلمية٬ والجامعات٬ والكليات٬ والمعاهد٬ ومن تواجد ثلاث مطارات دولية رئيسية٬ وتسع موانئ بحرية تجارية وصناعية ونفطية رئيسية٬ وموانئ جافة قائمة وقادمة٬ وطريق بري سريع يربط شرق البلاد بوسطها وغربها٬ وشبكة سكك حديد٬ تلك التي تتواجد في الممر المقترح.
وأيضا علينا ان لا ننسى أن مركز الملك عبد الله المالي٬ يتوسط هذا الممر المقترح٬ والذي يصب في صالح الممر٬ وفضلا عن أن الممر٬ سيخدم توجهات وأهداف المركز المالي.
ومما لا شك فيه أن هذا الممر٬ سيكون أحد أكبر وأهم المراكز العالمية للطاقة والصناعة والثروات الطبيعية٬ والتجارة والتمويل٬ والخدمات اللوجستية٬ وأول وأقوى مركز مالي واقتصادي وصناعي وتجاري ولوجستي متكامل في الشرق الأوسط٬ والذي سيجلب مزيد من الرخاء للدولة٬ والرفاهية للشعب٬ عبر تقليل تكلفة النقل٬ والاستيراد٬ والتصدير٬ وإعادة التصدير٬ والتصنيع٬ والإنتاج٬ والاستثمار٬ وتوفير مزيد من المزايا النسبية والتنافسية وفرص الاستثمار والوظائف٬ في المناطق الواقعة في الممر٬ وتثبيت أقدام السعودية في الأسواق الإقليمية والعالمية بشكل أقوى٬ ورفع جدوى تطوير العديد من المواقع التي تحتضن موارد معدنية٬ وتعظيم جاذبية برنامج الاستثمار التعديني٬ وتسريع تنفيذ العديد من المشاريع الخاصة الكبرى.
ويفترض أن تكون السمة البارزة للممر عالمياً٬ هي تطبيق الثورة الصناعية الرابعة على الممر بالكامل٬ وترابط بحري-بري-جوي متكامل ومباشر٬ وأن يكون (قطار الجسر البري)٬ العمود الفقري له٬ والذي اقترح أيضاً أن يزخر بأضخم قطار شحن في العالم من حيث السعة٬ وذلك لتعزيز تدفق٬ وتضخيم حجم التجارة الإقليمية والعالمية العابرة٬ بين الخليج العربي والبحر الأحمر٬ عبر الممر٬ والنظر في إنشاء طرق سريعة ضمن الممر٬ موازية لسكك حديد الجسر البري٬ من خلال القطاع الخاص٬ وتخصص للشاحنات فقط٬ وبرسوم مالية٬ ووفق نظام البوت٬ وتربط شرق المملكة بغربها٬ عبر العاصمة السعودية٬ وبالمقابل تمنع الشاحنات من استخدام طريق الدمام السريع الحالي٬ أو طريق الحجاز السريع الحالي٬ وغيرهما من الطرق٬ علاوة على ذلك٬ الإسراع في تنفيذ طريق الدائري الثالث في العاصمة٬ وذلك لمنع دخول الشاحنات العابرة٬ داخل مدينة الرياض٬ ويستوجب إنشاء منطقة تجارية حرة٬ في أحد الموانئ البحرية في الخليج العربي٬ وأخرى في البحر الأحمر٬ الواقعة في الممر.
وختاماً٬ لابد من الإشارة إلى أهمية٬ إطلاق ممرات صناعية واقتصادية أخرى٬ على سبيل المثال٬ ممر دولي يربط السعودية -برياً- بأسواق آسيا٬ وأوروبا٬ وأفريقيا٬ ويتكئ على قطار الشمال٬ وينطلق من الرياض٬ مروراً بالقصيم٬ وحائل٬ والحدود الشمالية٬ والجوف٬ وينتهي محلياً عند المنافذ الحدودية مع دولتي العراق٬ والأردن٬ ويربط مع تبوك٬ ومدينة نيوم٬ ودولة مصر عبر الجسر البحري القادم٬ وإطلاق ممر خليجي٬ وممر مدن ساحل تهامة٬ وغيرها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال