الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تغييرات هائلة طالت السوق السعودي خلال ال١٠ سنوات الماضية وبالأخص الخمس الأخيرة منها تمشيا مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ المتضمنة أحد أهدافها الرفع من كفاءة السوق السعودية.
كانت اهم الأهداف المناطة بمراقبي السوق من الجهات الحكومية برفع معدل الشفافية سواء من قبل الشركات او من قبل هيئة سوق المال فيما يتعلق بالعديد من القرارات والأخبار المحيطة بالسوق، وبالفعل تحقق جزء كبير من ذلك، حيث أصبحت السوق تعج بالأخبار المتعلقة بالشركات مما يمكن ان تكون ذات تغييرات جوهرية في الشركات المدرجة.
ولكن المشكلة ليست هنا، المشكلة تكمن أولاً في طريقة إعداد الخبر وتنقيحه، وتوضيح الأسباب والدوافع التي جعلت تلك الشركة تتخذ قراراً جوهرياً ما، بالإضافة الى الانعكاسات التي ستحدث على القوائم المالية للشركة للفترة القادمة جراء تلك القرارات، الأمر الثاني هو المتلقي أو القارئ للخبر، ففي الغالب نجد أن الأخبار التي تصدرها العديد من الشركات تحقيقا لمبدأ الشفافية لا يقرأها الا المتخصص فقط، اما الشخص الغير متخصص فالخبر لا يعدو كونه خبرا عاديا أمامه يمر مرور الكرام.
لذلك فان الدور المقبل للشركات، برقابة من هيئة سوق المال، محاولة تحرير الأخبار بصيغة غير احترافية تكون سهلة الفهم والقراءة للمتلقي حتى تحقق الهدف منها وهو تحقيق مبدأ الشفافية.
ولا يمكن ان ننسى في زمن ما ان هيئة سوق المال أوعزت للشركات عند إعلان النتائج المالية لها في الفترات الأربع خلال السنة ان تكون بصيغة جداول تحتوي النتائج الحالية ونتائج نفس الفترة من العام السابق لغرض المقارنة، في حين كانت سابقا سرداً لكلمات ممزوجة بأرقام صعبة التفكيك، يهتم القارئ بجزء يسير منها.
الثقافة الاستثمارية او ثقافة الأوراق المالية سواء من جهة القائمين على الشركات من تنفيذيين وأعضاء مجلس إدارة، او من قبل المستثمرين أنفسهم بدأت تتصاعد تدريجياً، بعد أن تعرضت السوق لعدة نكسات خلال السنوات الماضية جعلت العديد من المستثمرين ذوي الخبرة القليلة ينسحبون من السوق بشكل واضح، وفي الوقت الحالي مع وجود أيضا سوق موازية أصبحت الحاجة لمزيد من التوعية والتثقيف في مجال التداول كبيرة، ولا يأتي ذلك الا بالتواصل مع الأسواق العالمية ذات الخبرة الطويلة والعالية، وهذا دور يناط به هيئة سوق المال التي تسعى لاستقطاب خبراء عملوا في الأسواق العالمية لسنوات طويلة سعياً منهم لتطوير السوق المحلي.
الأمر الآخر والمهم هو تكثيف الدورات والملتقيات المعنية بتحليل السوق ودراسته والطرق والكيفية للتداول فيه، ودعوة العديد من المهتمين في هذا المجال للحضور والمشاركة، واستقطاب أمهر المحللين سواء محليا أو إقليميا او حتى دوليا لإلقاء المحاضرات بشكل مبسط وواضح لزيادة الوعي لدى المستثمرين، سعيا لصناعة سوق منظم يسير وفق لوائح وأنظمة محددة وواضحة، ويمارس التداول فيه مستثمرين يملكون خبرات جيدة في التداول.
لا شك ان ما نراه حاليا وفق ما أقرته هيئة سوق المال وطبقته أيضا على ارض الواقع منذ سنوات قليلة أفضل بكثير مما كنا نراه سابقا، ولكن لازال المستثمر يطمح ويأمل للكثير من اجل الظهور بسوق أكثر تنظيما وكفاءة خاصة وأنها تعد من أكبر الأسواق المالية في الشرق الأوسط وأضخمها قيمة سوقية، وتعكس واحدة من أكبر الاقتصاديات في الشرق الأوسط وأحد الدول المؤثرة في مجموعة العشرين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال