الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كثير من مصانعنا المدعومة من الدولة والتي تشكل النسبة الأكبر من المصانع القائمة لدينا ينطبق عليها المثل الشعبي “يا شاري له من حلاله عله”. فعلى مرور ثلاثة أجيال من دوران اول محرك بئر بترولي والدعم الحكومي للصناعة لم يتوقف وبنفس الوقت لم يحصد ثماره .
فأي صناعة في كل زمان ومكان العائد الاقتصادي الأهم من وجودها هو توفير الوظائف وخلق وظائف جديدة للمواطنين .
ولو تابعنا تصريحات وزراء الصناعة المتعاقبون وهم يتحدثون عن انجازاتهم لوجدتهم يذكرون عدد المصانع ومبلغ الإنفاق ولا وجود لعدد الوظائف للمواطنين .
حال الصناعة اليوم استبدلت استيراد السلعة من الخارج بإستيراد المصنع بكامل معداته وعمالته واطلقت عليه اسم صناعة وطنية. كما يفعل طائر الوقواق الذي يضع بيضة في اعشاش الطيور الاخرى فتفقس تلك البيضة واول ما تقوم به هو التخلص من الصوص الموجود في العش وتنطلي الحيلة على الابوين اللذان يستمران بجلب الطعام لذلك الطائر الغريب ظنا منهم انه ابنهما.
نحن في عصر التصحيح الذي تبناه ودعمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عبر رؤية السعودية 2030 واسند تنفيذها ومراقبتها لربانها سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان – حفظهما الله – فاصبح لدينا الشجاعة الكاملة للإعتراف بالخطأ وتصحيحه والمضي قدماً في تحقيق الأهداف المرسومة.
الدعم الحكومي السابق للصناعة لم يتم ربطه بعدد الوظائف للمواطنين فسمحت للتاجر محلياً كان او مستثمر اجنبياً أن يحصل على الدعم ويستورد كامل معداته دون نسب سعودة وان ذكرت فهي لاشىء وتذهب في وظائف حراسات وغيرها من المهن البسيطة هنا وهناك .
فالدولة سمحت للمستثمر أن يبني مصنعه بـ 85% عمالة وافدة، وسمحت له أن يشغل مصنعه بـ 70%عمالة وافدة
فكانت النتيجة ان استفاد التاجر فقط و13 مليون عامل وافد يعملون في الصناعة وخدماتها .
بالإضافة الى ارقام اخرى وفرها ذلك الدعم لخلق وظائف في الدول المصدرة للمعدات وقطع الغيار لنا.
وبقيت الصناعة المحلية ضعيفة منفصلة عن المجتمع والمشتريات الحكومية، وكلما انخفضت عوائد البترول وانخفض معها الدعم الحكومي خرت مغشيا عليها ، ولا تسمع سوى صيحات التجار التي لم تمتلىء بطونهم بعد، مطالبين بمزيداً من الدعم.
صانع الرؤية وقائدها قالها بكل وضوح ” الإنفاق المالي من اجل خلق الوظائف” والمحتوى المحلي اساس شراء اي سلعة ” كم تعطيني محتوى محلي مقابل شراء سلعتك” وهذا التصحيح العميق للإنفاق الحكومي التي جآت مع انطلاق رؤية 2030 يجعلني أوجه سؤالي لمعالي وزير الصناعة الحالي هل برنامج تطوير الصناعة الذي اعلنتموه بإنفاق 1.6 تريليون يأتي ضمن استراتيجية الصناعة القديمة التي ما زالت قائمة ام ضمن استراتيجية الإنفاق الحكومي الجديدة التي اُعلنت مع انطلاق الرؤية ؟؟؟
الإنجاز وحده لا يكفي فقد يكون مضيعه للمال والوقت إن لم يأتي متوافقا مع اهدافنا .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال